1

هل هناك أدلة على تحريم الاحتفال بالمولد النبوي؟

بينما أنا أقرأ إحدى المنشورات على الفيسبوك عن الاحتفال بالمولد النبوي، قرأت في التعليقات أحد الشباب يقول أنّ الاحتفال بالمولد النبوي حرام، وقد قال بأنّ هناك أدلة على ذلك، لكنه لم يكتبها، وأنا أريد سؤالكم هل هناك أدلة على تحريم الاحتفال بالمولد النبوي؟

12:34 10 أكتوبر 2021 587 مشاهدة

1

إجابات الخبراء (2)

3

إجابة معتمدة
محمد صالح
محمد صالح . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة آية غنام 12:34 10 أكتوبر 2021

لا شك أن محبة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم شرط لصحة الإيمان، فهو أفضل البشر وأكرمهم على الله، والواجب على كل مسلم أن يحبه أكثر من نفسه وأهله والناس أجمعين، وأن يفديه بنفسه وروحه وماله، كما جاء في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ). رواه البخاري


وأعظم دلائل هذه المحبة هي اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به وعدم مخالفة أوامره، وقد وردت أقوال عدّة في حكم الاحتفال بالمولد النبوي، فمن العلماء من يُجيز ذلك، ومن العلماء من لا يُجيزه، ولكلٍّ منهم أدلّته، وأنا أميل إلى الرأي الثاني لِما يأتي:


عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: (انطلقتُ في وفدِ بني عامرٍ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلنا أنت سيدُنا. فقال: السيدُ اللهُ تبارك وتعالى. قلنا: وأفضلُنا فضلًا، وأعظمُنا طولًا. فقال: قولوا بقولِكم، أو بعضِ قولِكم، ولا يَسْتَجْريَنَّكم الشيطانُ). رواه أبو داود وصححه الألباني


ومعنى (لا يستجرينكم الشيطان) يعني يجركم إلى الباطل والبدعة والشرك تحت شعار محبة النبي عليه الصلاة والسلام.


وبما أن المقصد من الاحتفال بالمولد النبوي هو تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار محبته فهذا يجعلها عبادة، والقاعدة الشرعية المتفق عليها (أن العبادات مبناها على التوقيف)، يعني لا بد من وجود دليل على مشروعيتها، وهذا مستنبط من الحديث العظيم المشهور عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ). متفق عليه


وإذا تصفحنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة من بعده والتابعين وتابعي التابعين وهي القرون المفضلة التي شهد لها النبي عليه الصلاة والسلام بالخيرية لا نجد عندهم مثل هذه الاحتفال.


فلم يكونوا يجتمعون في يوم مولد النبي للاحتفال ولا لتوزيع الحلوى ولا لغير ذلك مع أنهم كانوا أتقى الناس وأخشاهم لله وأحبهم لرسول الله ومع ذلك لم يؤثر عنهم مثل هذا الفعل، وهذا كله إنما في الحديث عن الاحتفال الذي يخلو من المنكرات، إما إذا صاحبه منكرات؛ كاختلاط الرجال والنساء والموسيقى والمعازف ونحو ذلك فالمنع أشد وأشد.


والله تعالى أعلم

3

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع

0

سندس المومني
سندس المومني . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة آسيه الشياب 11:27 08 نوفمبر 2021

حياكم الله، تعدّدت آراء العلماء في حكم الاحتفال بالمولد النبويّ بين مجيزين ومانعين، واستدل مانعي الاحتفال بالمولد النبويّ بعدة أدلة منها أن السلف الصالح لم يفعل ذلك لا في حياة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولا بعد وفاته.


وكذلك استدلّوا بأنّ الاحتفال به أمر محدث ومبتدع، وقد نهى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عن الابتداع في الدين، وأخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ)، وقال بحرمته ابن تيمية والإمام الفاكهيّ، ووافقهم في ذلك ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله.


وأجاز جمعٌ كبيرٌ من العلماء الاحتفال بالمولد النبويّ، ووضعوا فى ذلك مؤلفات كثيرة؛ منهم الإمام ابن كثير، وابن دُحيه، وابن الجوزي، والسخاوي والقسطلاني، والإمام السيوطي.


أما الإمام الحافظ ابن حجر فقد عدّ الاحتفال بالمولد النبويّ بدعة من البدع التي لم تكن موجودة في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولم يفعلها أحد من أصحابه بعده، إلا أنّه قال بجواز الاحتفال بمولد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لكونها بدعة حسنة، واشترط أن يكون هذا الاحتفال يخلو من المخالفات الشرعية.


ونُقل هذا الجواز عن ابن عيّاد -رحمه الله- في قوله: "أمّا المولد فالذي يظهر لي أنّه من أعياد المسلمين، وموسمٌ من مواسمهم وكلّ ما يفعل فيه ممّا يقتضيه وجود الفرح والسرور بذلك المولد المبارك من إيقاد الشمع، وإمتاع البصر والسمع، والتزيّن بلبس فاخر الثياب، وركوب فاره الدوّاب، أمرٌ مباحٌ لا ينكر على أحد قياساً على غيره من أوقات الفرح".


ووافقهم من المعاصرين الدكتور يوسف القرضاوي الذي أفتى بجوازه، على أن يكون الاحتفال خاليًا من المخالفات، وأن يكون باستذكار سيرة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم واستعراض الأحداث المهمة في السيرة، واستحضار النعمة والفضل الذي منّ الله بها على العباد في يوم مولده -صلَّى الله عليه وسلَّم-.


وقد استدل العلماء الذين أجازوا الاحتفال بالمولد النبويّ بعدة أدلة، منها ما ثبت عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من صيامه ليوم الاثنين، وهو اليوم الذي وُلد فيه، كما استدلوا على ذلك بأن الإسلام لم ينهَ عن إظهار الفرح والسرور، بل حبّب بذلك.


كما استدلوا على ذلك بأن الله تعالى قد أمر بالفرح عند وجود النعم، وعند نيل الرحمة من الله تعالى، حيث قال الله تعالى: {قُل بِفَضلِ اللَّـهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ}، "يونس: 58".


ومولد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من أعظم النعم، كما جاء الأمر في كتاب الله تعالى بتعظيم شعائر الله حيث قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، "الحج: 32"، فالاحتفال بمولد النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- جائز ما لم يكن يحمل مخالفات ونواهي، بل هو إظهار للفرح والنعمة التي أكرم الله تعالى بها عباده عند مولده.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع