هل للأزهر دور في النهضة الأدبية؟

أهلًا بك، بحسب اطلاعي فقد كان دورُ الأزهر في العصور التي سادَها الظلام والفساد حفظ اللغة العربية وآدابها، وكان علماؤه في أوّل النهضة روادها والباعثين لها، وكان بعضهم داعية إلى التجديد، وبعضهم مدرسًا في المدارس التي أنشئت في عهد محمد علي، وآخرين حرّروا أوائل الصحف.

من روّاد الأزهر رفاعة رافع الطهطاوي، ومحمد علي البقلي، وعلي مبارك، بعد ذلك أُنشئت مدرسة دار العلوم، فكان من الأزهريين طلبتها وأساتذتها، وكثير منهم من المحررين والمُصحّحين فيها، ومنهم مُصحّحوها والمشرفون على نشرها.

هناك العديد من الأشخاص الذين تعلّموا في الأزهر أيضاً، منهم: العلّامة ابن خلدون، والقلقشندي، والسخاوي، والحسن بن الهيثم، وغيرهم من العلماء الذين كان لهم الفضل في مختلف العلوم.

ازدهر في الأزهر الشريف (جامع وجامعة) في العصر المملوكي، ومن صور ازدهاره ما يأتي:

1. عُرف على نطاقٍ واسع، وأصبح له مكانته كَمركز تعليمي.
2. احتوى على مكتبات وكتب نفيسة.
3. أصبحت مكتبته إحدى أكبر وأعظم المكتبات في الشرق والعالم ككل، فهي تحتوي على كنوز ونفائس الكتب.
4. تم إعماره في هذا العصر من قِبل عدد من سلاطين المماليك حتى أصبح المدرسة الأهم في القاهرة والجامعة الإسلامية الكبرى، وأصبحت لا تُنافسها أيّة جامعة أخرى في العالم الإسلامي.

حينما أراد محمد علي باشا أن يبعث البعثات التعليمية إلى أوروبا لينهض بمصر لم يجد إلّا الأزهر الشريف، فخرجت منه تسع بعثات تعليمية إلى إيطاليا وفرنسا والنمسا وإنجلترا وروسيا وغيرها.

كان أكثر من 70% من أعضاء هذه البعثات من الأزهر، فهؤلاء هم الطلاب الذين عادوا إلى مصر، وأسّسوا مدرسة الألسن التي صارت بعد ذلك كلية الألسن، كما أسّسوا حركة الترجمة والمدرسة الفنية العسكريّة وغيرها، ولم تعد رسالة الأزهر تقتصر على الإرشاد والوعظ بل أصبح لها ريادة ودور بالبحث العلمي المعاصر إلى جانب خدمة الأمة الإسلامية والدفاع عنها.