0

هل لا أكون مؤمنة إذا لم أصبر على الظلم؟

السلام عليكم، أنا فتاة عمري خمسة عشر عاماً، ظلمتني أختي الكبرى وضربتني، وأنا لم أستطع تحمل ذلك والصبر، فبكيت، وأريد أن أعرف هل لا أكون مؤمنة إذا لم أصبر على الظلم؟

09:21 14 ديسمبر 2021 133 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
ريما ربايعه
ريما ربايعه . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة رنا عتيق 09:21 14 ديسمبر 2021

حياك الله السائل الكريم، وأسأل الله لكِ كل خير وأن يصلح الحال مع أختك، واعلمي أنّ البكاء لا يتنافى مع الصبر، نحن نصبر ولو بكينا، فالصّبر لا يعني تجمّد المشاعر، بل هو أن لا نعترض على قضاء أو نسخط في حُزننا ومصائبنا.


ولا نقول إلّا ما يرضي الله، وقد بكى النبي-صلى الله عليه وسلم- عند مصيبة فراق ابنه فقال: (تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا ما يَرْضَى رَبَّنَا). "أخرجه مسلم"


كما أنّ الصبر على الظلم لا يعني السكوت والاستسلام للظالم، فإذا كان لك حق عند أختك، فارجعي إلى والدك ووالدتك حتى يُنصفوك ويضعوا حدوداً واضحة تُبعد عنك ظلمها، فالعلاقة بين الإخوة تقوم على الاحترام والرحمة والمودة، وحتى لا تتعرضي لمواقف مشابهة في الأيام القادمة.


وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع المسلم الظالم أنّه قال: (تَحْجُزُهُ -أوْ تَمْنَعُهُ- مِنَ الظُّلْمِ، فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ)، "أخرجه البخاري" والمقصود بنصره: أن تجعله ينتصر على نفسه وشيطانه الذي دفعه لارتكاب جريمة الظلم.


أمّا في الموقف السابق، فأتمنى أن تُسامحي أختك عليه وتلتمسي لها العذر، وأن تتحدّثي معها لتكون علاقتكم جميلة، وبالتأكيد هي تُحبك ولم تقصد الأذى، وتذكري ما قال -تعالى- في بيان صفات المتقين: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). "سورة آل عمران:134"


وفي الختام، أشكر لك حرصك على تمام الإيمان، وعلى تحري الصّبر والبُعد عمّا يُنافيه مع صغر عمرك، وأرجو من الله أن يحفظك ويرعاك، وأن تكوني مؤمنة قوية لا ظالمة ولا مظلومة، فلا ترضين بالظلم لنفسك ولا لغيرك ما دمت تستطيعين دفعه، وأن يكون لكِ قلب طيب ليّن يعفو ويصفح.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع