هل قول كلمة "آمين" في الصلاة تبطلها؟

حياك الله السائل الكريم، وشكر الله لك حرصك على التفقه في الدين وبورك بإيمانك، التأمين في الصلاة سُنةٌ لكل مُصلٍ فرغ من الفاتحة سواءً الإمام والمأموم، والمنفرد، والرجل، والمرأة، والصبي، والقائم، والقاعد، والمضطجع، والمفترض، والمتنفلن في الصلاة السريّة والجهريّة، ولا خلاف في شيءٍ من هذا، فقولها في الصلاة لا يبطلها بل هو مُستحبٌ.

أمّا البسملة وهي قول القائل؛ بسم الله الرحمن الرحيم، ذكرٌ عظيمٌ فيه من الفضل الكبير والثواب الجزيل ما فيه، ويُستحب ذكرها قبل الوضوء، والجماع، والأكل، والشرب، والدخول، والخروج، وغير ذلك من الأعمال التي تزداد بها بركةً وأجراً.

وقد ورد في حديث أبي هريرة عند ابن حبان أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدأُ فيه ببسمِ اللهِ فهوَ أبترُ أقطعُ أجذمُ)، "ضعفه الألباني" ويُعمل به في فضائل الأعمال.

وقد أشار الباحث سليمان اللاحم في مقالته النافعة "هل البسملة آية مستقلة من القرآن الكريم؟" إلى أسباب كتابة البسملة في أوائل السور؛ وذلك للاستفتاح بها، والابتداء والتبرك بها والتيمُّن والفصل بين السور.

ويؤيد ذلك ما حدَّث به الشوكاني في كتابه فتح القدير ممَّا رواه ابن عباس -رضي الله عنه--: (إنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان لا يعرفُ فصلَ السُّورةِ حتَّى ينزلَ عليه بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ) "أخرجه أبو داود بإسناد صحيح" ولذلك فهي لا تعتبر آيةٍ في السور القرآنية، إلّا في سورة النمل فهي بضع آية منها.

أما في سورة الفاتحة فإنّ البسملة تُعدُّ الآية الأولى من السورة، فلو نظرت إلى المصاحف لوجدت أن "بسم الله الرحمن الرحيم" في سورة الفاتحة تُعطى الرقم (1)، وفي بقية السور تُكتب ولا تُعطى رقماً، وهذا دليل اعترافِ القرّاء بأنها جزءٌ من الفاتحة.