هل صحيح أن لدين الإسلام رمزًا؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حيّاكِِ الله أختي الفاضلة، إذا كنت تقصدين بالرمز ما يقابل الصليب، أو الزامور أو غيره عند أهل الديانات الأخرى، فليس للإسلام رمز أو شعار يختص به.

وما اشتهر بين الناس من جعل الهلال رمزاً للإسلام لم يرد عليه دليل من كتاب الله -تعالى- ولا من سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، إذ تجد بعضهم يرفع الهلال والصليب، ليدلل على الديانة الإسلامية والنصرانية، أو تجد بعض الدول تضع على أعلامها هلالاً، ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه يتخذون الهلال شعاراً، ولا أمروا غيرهم بذلك.

وقد كانت رايات النبي -صلى الله عليه وسلم- بيضاء وسوداء لا يكتب فيها شيء، فقد ثبت في حديث عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-، قال: (كانَ رايتَهُ سوداءُ، لِواؤُهُ أبيضُ)، "أورده السيوطي، صحيح" وأول من اتخذ الهلال شعاراً لهم هم البيزنطيون؛ ليدلل على إمبراطوريتهم وهو رمز إله القمر الموجود في الأساطير الرومانية.

وأول من استخدم الهلال شعاراً للإسلام هم العثمانيون في دولتهم التي امتدت قرابة ستمائة عام، فكانوا يضعون الهلال على منارات المساجد ليميزوا بين دور العبادة الخاصة بالمسلمين، ودور العبادة الخاصة بغيرهم.

وقد تعددت أقوال أهل العلم في اتخاذ الهلال شعاراً، ورمزاً للإسلام إلى قولين:

1. ذهب بعض أهل العلم إلى أنَّ اتخاذ الهلال أو غيره رمزاً، أو شعاراً للإسلام هو أمر لم يرد به دليل، وهو مرفوض بتاتاً.
2. ذهب آخرون إلى جواز اتخاذ الهلال شعاراً ورمزاً للإسلام؛ لأنَّ الهلال يرتبط ارتباطا وثيقا في كثير من شعائر الدين؛ فبالهلال يعلم دخول الشهر وخروجه، كشهر رمضان، وشهر شوال، وشهر ذي الحجة، والتي ترتبط بها عبادات جليلة، قال الله -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). "سورة البقرة: 189"