بدأت القراءة في علم التفسير حديثاً، وقرأت معلومة على الإنترنت، ولست متأكداً من صحتها، فقد قرأت أن من فضائل سورة الإسراء أنها تقضي الحوائج، وأن في قراءتها بركة ورزق، فهل سورة الإسراء تقضي الحوائج وتجلب الرزق؟
3
بدأت القراءة في علم التفسير حديثاً، وقرأت معلومة على الإنترنت، ولست متأكداً من صحتها، فقد قرأت أن من فضائل سورة الإسراء أنها تقضي الحوائج، وأن في قراءتها بركة ورزق، فهل سورة الإسراء تقضي الحوائج وتجلب الرزق؟
3
3
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيك على اهتمامك بالعلم وعلى سؤالك هذا، وأسأل الله العظيم أن يعلِّمك ما ينفعك، وأن ينفعك بما علَّمك، وأن يزيدكَ علمًا.
لا شكَّ أخي الكريم أنَّ القرآن الكريم كله خير وفضل، لكن لا نعلم نصًا صريحًا سواء من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهّرة يُبيّن أنّ سورة الإسراء تقضي حوائج المسلم أو تجلب له الرزق.
واعلم أخي الكريم أنَّ ما ورد به نصٌ صريح على أنَّه سبب من أسباب الرزق هو الاستغفار، ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا). "نوح: 10-12"
3
-1
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إنّ فضل ذكر الله -تعالى- بقراءة كتابه لا يدانيه فضل، إذ ورد عن بعض السلف قوله: "إن أردت أن يكلمك الله فاقرأ القرآن"، وعن أبي بن كعب قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنزل القرآن على سبعة أحرف ليس منها إلا شافٍ كافٍ) حديث صحيح أخرجه أبو داود والنسائي.
ومن هنا نعلم أن آيات القرآن جميعها مفتاح كل خير، ومن قرأ أي آية من كتاب الله مصدقاً بموعودها؛ ناله أجرُها وحصَّل بركتها، وسورة الإسراء هي سورة المناجاة، وتدخل في عموم فضل آيات القرآن الكريم، وقد اشتملت على فضائل عديدة، وآيات جليلة.
حيث يمرُّ قارؤها بآيات العطاء والتفضيل، في قوله تعالى: (وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحظورًا* انظُر كَيفَ فَضَّلنا بَعضَهُم على بعض)، "سورة الإسراء:20" وقوله: (إِنَّ رَبَّكَ يَبسُطُ الرِّزقَ لِمَن يَشاءُ وَيَقدِرُ)، "سورة الإسراء:30" فيسأل الله فضلة وعطاءه وسعة رزقه، لأن الله القادر -سبحانه- على أن يسري بنبيه -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى الأقصى، ثم يعرج به إلى السماء؛ قادر على أن يحقق لعباده سؤلهم وأمانيهم.
وقال ابن حجر عند قوله -تعالى- في خاتمة سورة الإسراء: (قُلِ ادعُوا اللَّـهَ أَوِ ادعُوا الرَّحمـنَ أَيًّا ما تَدعوا فَلَهُ الأَسماءُ الحُسنى) "سورة الإسراء:110": "فأصول الأصول اسمان: الله والرحمن؛ لأن كلا منهما مشتمل على الأسماء كلها، ولذلك لم يتسم بهما أحد".
لذلك فإنه لا حرج من تلاوة آيات القرآن الكريم وسوره على أيّة نية مشروعة، وعلى القارئ لكتاب الله أن يقف متدبراً في تلك الآيات والمعاني العظيمة، والأسماء الجليلة، وأن يكون عند تلاوتها حاضر البال، محسن الظن بالله -تعالى- وبواسع كرمه وفضله، مكثراً من مناجاته وسؤاله والثقة بما عنده.
والله تعالى أعلم.
-1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.