هل تقال الأذكار بعد كل فرض عند الجمع بين الصلاتين؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، أما بعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله أخي الكريم، ونسأل الله -تعالى- أن يرزقك من فضله، وأن يثبتك على طاعته، وبخصوص ما ورد في سؤالك: فإنَّ الأمر في ذلك واسع ولله الحمد، فلك أن تأتي بالأذكار مرة واحدة بنيَّة واحدة لصلاة المغرب والعشاء، ولكَ أيضًا أن تأتي لكلِّ صلاة بأذكارها.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن هذه المسألة، فقال: "الظاهر في الأذكار أنه يُكتفى فيها بذكر واحد؛ لأن الصلاتين صارت كأنَّها صلاة واحدة، فيُكتفى فيها بذكر واحد، لكن يُكتفى بالأعم، فمثل المغرب مع العشاء يُسن في المغرب أن يُذكر الله عشر مرات، يعني يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وفي العشاء ثلاث مرات، فليأخذ بالأكثر؛ لأن الأقل يندرج بالأكثر، وإن أتى لكل واحدة بذكر فلا أرى في هذا بأسًا، والأول كافٍ".

ونشكرك على حرصك للمحافظة على الأذكار التي تُقال بعد الصَّلاة، فإنَّ فيها الأجر العظيم، والفضل الكبير؛ في رفع الدرجات، وتكفير السيئات، ودخول الجنَّات، منها:

1. عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ). رواه النسائي وصحَّحه ابن حبان.
2. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ). حديث صحيح رواه مسلم.

وغيرها من الأذكار المأثورة التي تُقال عقب الصلوات المكتوبة، وفيها الأجر الكبير إن شاء الله.

والله أعلم.