هل المضمضة والاستنشاق واجبة في الوضوء؟

حياك الله السائل الكريم، وقد تعدّدت آراء أهل العلم في حكم المضمضة والاستنشاق في الوضوء، وأوضّح لك آراءهم في النقاط الآتية:

1. القول بسُنِّيّة المضمضة والاستنشاق بالوضوء

يرى جمهور العلماء أنّ المضمضة والاستنشاق سُنّة في الوضوء لا واجب، وقال بذلك الحنفية والمالكية والشافعية وفي رواية عن الحنابلة، بدليل قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ..)، [المائدة:6] حيث ذكر الله الأركان في هذه الآية ولم يذكر المضمضة والاستنشاق، ولو كانت ركناً لذكرها -تعالى-.

وبناءً على ذلك فمَن ترك المضمضمة والاستنشاق في وضوئه ثمّ صلّى فوضوؤه وصلاته صحيحة، وإنْ كان وضوؤه في هذه الحالة غير مكتملٍ من ناحية السنن والمستحبات، ولا يُطالب المسلم بقضاء الصلوات التي ترك في وضوئها المضمضة والاستنشاق، لأنّها ليست ركنا من أركان الوضوء.

1. القول بوجوب المضمضة والاستنشاق بالوضوء

ذهب بعض أهل العلم إلى القول بوجوب المضمضة والاستنشاق في الوضوء، وهو مشهور مذهب الحنابلة وغيره من العلماء، وبناءً على ذلك فلا يصحّ الوضوء بدون المضمضة والاستنشاق، لأنّهما داخلان في الوجه المذكور في الآية.

وختاماً دَعْني أخبرك أنّ عدم تركها في الوضوء هو الأوْلى بالطّبع، فمَن قال بأنّها سنّة قال بأفضليّة عدم تركها حتى لا يُضيِّع المسلم عليه كمال الأجر والثواب، فقد كان النبيّ يُحافظ على فعلها في وضوئه، وعلى المسلم أن يقتدي بالنبيّ ولا يتعمّد تركها لكونها سنّة، أما في الصيام فيكون الإتيان بهما بدون مبالغة كما حثّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.