لديّ سؤال: من هو الذبيح؟ هل الذبيح إسماعيل أم إسحق -عليهما السلام-؟ وحسب معرفتي أنّ الذبيح هو إسماعيل -عليه السلام- ولكن قرأت في أحد المنتديات على الانترنت أنّ الذبيح هو إسحق -عليه السلام-، فما صحة أن الذبيح إسحاق؟ أرجو الإفادة مع الأدلة إن تكرّمتم.
1
لديّ سؤال: من هو الذبيح؟ هل الذبيح إسماعيل أم إسحق -عليهما السلام-؟ وحسب معرفتي أنّ الذبيح هو إسماعيل -عليه السلام- ولكن قرأت في أحد المنتديات على الانترنت أنّ الذبيح هو إسحق -عليه السلام-، فما صحة أن الذبيح إسحاق؟ أرجو الإفادة مع الأدلة إن تكرّمتم.
1
1
أهلاً ومرحباً بك، اتفق أهل العلم على أنّ النبي إسماعيل -عليه السلام- هو الذّبيح؛ وذلك لعدّة اعتبارات يمكن تلخيصها بالآتي:
حيث جاء في قصة إبراهيم -عليه السلام- اعتزاله لأهل الكفر من قومه، والبشرى بغلام حليم، ثمّ أتاه الأمر من الله -عز وجل- بذبح هذا الغلام؛ قال -تعالى-: (قَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ* رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ* فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ* فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). [الصافات:99- 102]
وقد اتفق أهل العلم من المسلمين ومن أهل الكتاب؛ أنّ إسماعيل -عليه السلام- هو الابن الأكبر لسيدنا إبراهيم -عليه السلام-، وقد جاء ذكر إسحاق متأخراً؛ عندما أتته البشرى عطفاً على قصة الذبح؛ قال -تعالى-: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ* كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ* وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ). [الصافات: 107- 112]
كما دلّ على ذلك موضع سورة هود؛ قال -تعالى-: (وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ)، [آية: 71] فكيف يأتي الأمر بذبح إسحاق -عليه السلام- وهو صغير، ونصّ البشرى يدل على أنّه سيعيش حتى يلد يعقوب!.
حيث ذهب أهل العلم إلى القول بأنّ الحكمة من أمر الذبح هو اختبار سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، بمدى حبّه للخالق وطاعته له، دون تقديم حبّ أيّ مخلوق عليه؛ وقد كان إسماعيل هو بكره ووحيده؛ لذلك كان الاختبار به.
كما قالوا بأنّ سارة زوجة سيدنا إبراهيم وأمّ إسحاق -عليهما السلام-، قد غارت من هاجر أمّ إسماعيل -عليه السلام-؛ بأنّ يكون لزوجها ولدٌ من غيرها، فرزقها الله -تعالى- بإسحاق -عليه السلام-؛ ثم بعد ذلك يكون الذّبح لابنها، مع بقاء ابن زوجها من هاجر -التي هي في عرفنا- ضرّتها!.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.