كنت في نقاش مع أحد أصدقائي حول أنّ الإسلام دين يصلح لتعايش جميع الناس معه، وأخبرني أنّ العلماء تناقشوا في هذه المسألة، وأريد أن أعرف هل اتفق العلماء على أن الإسلام دين التعايش؟
0
كنت في نقاش مع أحد أصدقائي حول أنّ الإسلام دين يصلح لتعايش جميع الناس معه، وأخبرني أنّ العلماء تناقشوا في هذه المسألة، وأريد أن أعرف هل اتفق العلماء على أن الإسلام دين التعايش؟
0
0
حياك الله السائل الكريم وبارك بك، لم يختلف العلماء في أنَّ الإسلام دين التعايش، والمحبة، والسلام، والأخوة، فما جاء إلا ليهدي الناس؛ وليُخرجهم من الظلمات إلى النور، ولم يُجبِر أي أحد على الدخول فيه، قال الله -تعالى-: (فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمَن شاءَ فَليَكفُر). "سورة الكهف: 29"
وأعطى المولى -سبحانه- الحرية المطلقة لمن يريد أن يؤمن ويدخل فيه عن قناعة تامة، ومن يريد أن يبقى على كفره وشِركِه، بشرط عدم إيذاء المسلمين والتعدي عليهم، قال -تعالى-: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، "البقرة: 256" وقال -تعالى-: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ). "الكافرون: 6"
ومن مظاهر هذا التعايش، ما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنه كانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَمَرِضَ، فأتَاهُ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه- وسلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقالَ له: أسْلِمْ، فَنَظَرَ إلى أبِيهِ وهو عِنْدَهُ فَقالَ له: أطِعْ أبَا القَاسِمِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فأسْلَمَ، فَخَرَجَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو يقولُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ). "أخرجه البخاري"
ولولا تعايش الإسلام مع غيره من الديانات لما وضع -عليه الصلاة والسلام- يهودياً لخدمته، ولما ذهب لزيارته في مرضه، بل وأمرنا -سبحانه- باحترامهم والإحسان إليهم، وأخبرنا بأنه لا مانع ولا حرج في صِلَتِهِم، ما داموا لم يقاتلوكم أو يخرجوكم من دياركم، قال -تعالى-: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). "الممتحنة: 8"
وكل هذه الدلائل كفيلة بإظهار مدى تعايش دين الإسلام مع غيره، فاقتضت حكمته -تعالى- في خلق هذا الكون على هذا الأساس من الاختلاف والتنوع والتعدد، فقال الله -تعالى-: (وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالونَ مُختَلِفينَ). "سورة هود: 118"
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.