هل أهمية وفوائد غزوة بدر تكمن في نتائجها؟

حياك الله السائل الكريم ونفع بك، تعد غزوة بدر من المحطات المهمة والمفصلية في تاريخ الدولة الإسلامية الفتية، كيف لا وقد أسماها رب العزة في كتابه بيوم الفرقان، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، "سورة الأنفال: 41" ويمكن إجمال فوائد غزوة بدر وأهميتها في أهم النتائج التي ترتبت عليها، ومنها:

1. إظهار المسلمين قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم وعن معتقداتهم، فكانت غزوة بدر مرحلة انتقالية بين مرحلتين، وهما مرحلة الضعف ومرحلة القوة، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، "سورة آل عمران: 123" فقد قويت شوكة المسلمين بنصرهم، وهابهم من خالفهم قبائل وحلفاء في المدينة وما حولها.
2. كسر شوكة قريش، وتهميش كبريائها، فقد قتل خيرة شبابها وفرسانها، كما أنّ قريش خسرت مركزها التي كانت تطمح إليه بين العرب، وقد كانت هزيمتهم يوم بدر هزيمة عجيبة، لا تخضع لموازين علم الأسباب، فهم كانوا الأكثر عددا وعتادا، إلّا أنّ الغلبة كانت للإيمان وأهله، والتي أصلت أنّ سر الانتصار يكمن بالإيمان العميق المتجذر في وجدان المسلم مع أخذه بالأسباب.
3. نزلت سورة الأنفال بسبب واقعة غزوة بدر، والتي أصبحت دستورًا لكل مسلم بين يدي القتال، والتي أصلت جملة من أحكام القتال وآدابه، وأحكام الغنائم والأسرى.
4. نصر المسلمين يومئذٍ حرك النفوس الحاقدة على الإسلام من اليهود والمشركين والمنافقين من أهل المدينة، فبدأوا يحيكون الدسائس والمؤامرات؛ بهدف فت وحدة صف المسلمين، الأمر الذي أفضى فيما لمحاربة النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم، وإجلائهم عن المدينة.
5. انضمام أعداد جديدة للإسلام، سواء من أهل المدينة أو من بعض شخصيات مكة المكرمة.