من هو بلومفيد؟

تبعًا لما قرأته في هذا المجال، فإنّ ليونارد بلومفيلد عالم لغة أمريكي، يعدّ من روّاد اللغويات البنيوية فيها خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، من أهم أعماله التي كان لها أثر فهم اللغة وطبيعتها كتابه (اللغة)، الذي صدر عام 1933 م.

وتتجلّى شهرة بلومفيد في أنه قدّم إسهامات كبيرة في اللغويات الهندوأوروبية التاريخية، كما وصف عددًا من اللغات السائدة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي، ووصف لغات السكان الأصليين في أميركا.

ركّز بلومفيلد على دراسة اللغة من منظور علميّ سلوكيّ، بجانب الاهتمام بالإجراءات البنيوية عند تحليل المعلومات اللغوية، كما أنجز ورقة بحثية عن الصوائت الغارية في اللغة السنسكريتية، واستخدم العديد من المواد في اللغات الهندوأوروبية ليوضّح المبادئ المقارنة والتاريخية في كتابه (مقدمة إلى علم اللغة 1914 م)، لكنّ تأثير دراساته تراجع بعد ظهور النظريات التوليدية التي وضعها تشومسكي.

بدأ عمل بلومفيلد في اللغويات الهندوأوروبية بعد إتمام درجة الدكتوراه، وتبع ذلك دراسات في عدة مواضيع متعلّقة بالنظام الصرفي والصوتي للغات الهندوأوروبية، وكان لدراسة الدكتوراه في ألمانيا أثر إيجابيّ على دراسة أساليب فقه اللغة الجديد، الذي كان مُسيطرًا على الدراسات التاريخية للغات الهندوأوروبية، كما درس أيضاً بلومفيلد اللغة السنسكريتية بجانب دراسته اللغات الهندوأوروبية.

قدّم بلومفيلد في كتابيه أمثلة مركزة من اللغات الهندوأوروبية ليدعم نظرية فقه اللغة الحديث في أن أيَّ تغير في نظام أصوات للغة، يسير بمنهجية محددة يمكن أن يصفها الباحث، وأكد أن الخطوات المنهجية تساعد في إنجاح عمل الدراسات المقارنة، كما أكد على فائدة دراسة اللهجات في كل لغة، وبيّن أهمية عدد من العوامل الاجتماعية في اللغات وأثرها في المعاني.