من هو الملك الذي انتهى حكم الأيوبيين في مصر بوفاته؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله، آخر ملوك الدولة الأيوبيّة في مصر هو توران شاه، ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب، وقد حكم سبعين يوماً فقط، بعد وصوله إلى مقر القيادة في مصر، وكان قد استلم الحكم من زوجة أبيه شجرة الدر، التي حافظت على الحكم خلال المعركة الدائرة بين الأيوبيين والصليبيين في حملتهم الصليبية السابعة بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع.

وحافظت شجرة الدر على الحكم من خلال إخفاء وفاة زوجها إلى نهاية إحدى فصول الحملة، وقادت الموقف بالتعاون مع جنود زوجها المماليك، وانتظرت قدوم توران شاه من حصن كيفا لاستلام الحكم.

وقد كان توران شاه شخصاً غير جديرٍ بالقيادة؛ فكان يميل إلى اللهو، ولا يحفظ الود، إذ لم يحفظ الود لزوجة أبيه التي حافظت له على الحكم، بل اتهمها بسرقة أموال أبيه، كما تنكَّر لمساعدي والده المماليك، وكان المماليك قد ساعدوا والده في الانتصار في معركة المنصورة وأسر لويس التاسع.

ولما خشيت شجرة الدر على نفسها وعلى الدولة من غدر توران شاه، اتفقت مع بعض المماليك الكبار مثل فارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس على قتل توران شاه، وبمقتله أُسدل الستار على دولة الأيوبيين التي أسسها الملك العظيم الناصر صلاح الدين الأيوبي.

وانتهت بذلك دولة الأيوبيين التي امتدت على مساحاتٍ شاسعةٍ فضمت الشام، والعراق، ومصر، والحجاز، واستطاعت أن تُحرر المسجد الأقصى وبيت المقدس، وأسست المدارس، ونشرت العلم والدين، وحاربت الصليبيين.

وتم افتتاح عهدٍ جديدٍ، وهو عهد دولة المماليك الذين بدأ حكمهم بإيقاف زحف المغول المخيف الذي أحرق الأخضر واليابس، وكانوا قد أسقطوا بغداد حاضرة الدولة العباسية وقتلوا خليفة المسلمين، كما دمروا بعدها الشام، وأرادوا أن يفعلوا ذلك في مصر، لكن المماليك في دولتهم الناشئة الجديدة أوقفوهم في معركة عين جالوت الخالدة.