دائماً ما أسمع عن سلاطين الدولة العثمانية العظماء مثل محمد الفاتح وسليمان القانوني، ولكن هل كل سلاطين الدولة العثمانية كانوا أقوياء؟ أم كان هناك سلاطين عثمانيين ضعفاء؟ ومن هو أضعف سلطان عثماني؟
0
دائماً ما أسمع عن سلاطين الدولة العثمانية العظماء مثل محمد الفاتح وسليمان القانوني، ولكن هل كل سلاطين الدولة العثمانية كانوا أقوياء؟ أم كان هناك سلاطين عثمانيين ضعفاء؟ ومن هو أضعف سلطان عثماني؟
0
0
حياك الله ونفع بك، بدايةً ذكر بعض المؤرخون أنّ السلطان سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول كان أضعف سلاطين الدولة العثمانية، وتُعدُّ الدولة العثمانية من أعظم الإمبرطوريات التي عرفها البشر على مرِّ العصور، فبعد سقوط الحكم السلجوقي تأسّست الدولة العثمانية على يد عثمان الأول بن أرطغرل في عام 1299م، وإليه نُسب العثمانيون، وكانت الدولة العثمانية قويةً رصينةً منذ نشأتها.
وأدّى استلام السلطان سليم الثاني للحكم إلى تراجع الدولة، وقيل إنّه كان متقاعسًا عن الفتوحات؛ حيث يُعد أول سلطان عثماني لا يخرج بحملاته العسكرية، كما ذُّكر أنّه كان ضعيف الشخصية، وأقل شجاعة ممّن سبقه من السلاطين، ومن الأسباب التي جعلته يكتسب هذه الصفة هي مفاوضات الصلح والعهود التي وقّعها مع بعض دول أوروبا كدولة المجر، والنمسا، وغيرها.
ورغم ذلك فسيرة السلطان سليم الثاني لا تخلو من الإنجازات، فقد استطاع الحفاظ على عرشه، والقضاء على التمرُّد الذي حدث في بعض المدن التي تخضع للحكم العثماني، كما يُذكر أنّه أعاد ولاية تونس، واستطاع إبعاد الإسبان الذين حاولوا احتلالها، فهذه باختصار هي الأسباب التي جعلت السلطان سليم الثاني أضعف السلاطين العثمانيين.
وقد استمر حكم الدولة العثمانية ستّة عقود، وقد تعاقب على حكمها مجموعة من السلاطين، من نسل عثمان الأول بن أرطغرل، وقد تركوا أثراً في تاريخ الدولة الإسلامية؛ حيث كانت الدولة العثمانية تحكم باسم الدين الإسلامي وتفرض تعاليمه.
ويُعدُّ تاريخ السلاطين العثمانيين زاخرًا بالإنجازات؛ حيث استطاعوا ولأول مرة في تاريخ العالم الإسلاميّ أن يدخلوا أوروبّا الشرقيّة، وكان ذلك في عام 1354م، كما استولوا على البلقان، وكان أول جيش إسلامي يدخل هذه المنطقة وبعض الدول من أفريقيا وآسيا.
وكانت حدود الدولة العثمانية مُمتدة في العالم، ولعلّ أشهر السلاطين العثمانيين هو محمد الفاتح الذي حقق ما أخبر به رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من فتح القسطنطينية، وهو الذي أنهى حُكم البيزنطيين، وكذلك السلطان سليمان القانوني؛ الذي بلغت الدولة العثمانية في عهده أوج مجدها وقوّتها.
ومع جميع الإنجازات التي حققها السلطان سليمان إلّا أنّ عهد السلطان سليمان القانوني، هو نهاية الحكم القوي للسلاطين، فبعد وفاته لم يستلم العرش العثماني من يحمل صفات من سبقه من السلاطين، فنستطيع القول أنّه بنهاية فترة حكمه، انتهى عهد الخلفاء الأقوياء.
وبدأ ازدهار الدولة العثمانية بالتراجع، فلم تعد دولة متقدمة مسيطرة ذات نفوذ وقوة، ومن جاء بعده من سلاطين عثمانين كانوا إجمالًا يوصفون بالضعف مقارنةً بمن سبقهم من سلاطين.
وقد بدأ التراجع واضحًا في السلطة العثمانية من عام 1566 إلى عام 1718م، وسجلت الدولة العثمانية خلال هذه الفترة العديد من الخسائر، وبإمكاننا القول أنّه لم يظهر من بعد السلطان سليمان القانوني سلاطين أقوياء ذو هيبة وقدرة على إدارة الحكم.
وإدارة أمور الدولة العثمانية كانت تحت السلطان مراد الرابع، والسلطان مصطفى الثاني، وتوالت الأحداث عقب ذلك على الدولة العثمانية حتى سقطت هذه الإمبراطورية العظيمة، وأُلغيت الخلافة الإسلامية.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.