من هم قوم سيدنا إدريس عليه السلام؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بك أيها السائل الكريم. اعلم أخي الكريم أنّه لم يرد في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة اسم محدد لقوم إدريس -عليه السلام-، كما لا يترتب كبير الفائدة على معرفة اسم قومه.

ويجدر التذكير إلى أنّ الخلق بحاجة إلى الرسل، ليبلغوهم ما يحبه الله -تعالى-، وما يبغضه؛ فالرسل بعثوا ليهذبوا العباد، وليرشدوهم، وليخرجوهم من الظلمات، وهي عبادة الأصنام والشرك بالله -تعالى- إلى النور، وهي عبادة الله وحده لا شريك له، ومن بين الرسل الذين بعثهم الله -تعالى- هو إدريس -عليه السلام-.

وإدريس -عليه السلام- هو نبي من الأنبياء جاء بعد آدم -عليه السلام-، عرف في التوراة باسم "أخنوخ" بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، وهو من أجداد نوح -عليه السلام-، ولد في بابل من أرض العراق، وأخذ العلم بالمنزل على يد شيث بن آدم تعلماً، وتطبيقاً، ودراسةً؛ ولذلك سمي إدريساً.

وعندما كبر آتاه الله النبوة، قال -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ إِدريسَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا)"مريم: 56"، وقال -تعالى-: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ)."الأنبياء: 85"

فنهى النبي إدريس المفسدون من بني آدم عن مخالفتهم شريعة بني آدم وشيث، ونهاهم عن اتباع الشيطان، وألّا يخالطوا ولد قابيل، فأطاعه نفرٌ قليل، وخالفه كثيرٌ منهم، فعزم على الرحيل عنهم، فذهب هو ومن آمن معه إلى مصر، وأقاموا هناك.

قال السيوطي: "أن نبي الله إدريس -عليه السلام- من بين الذين دخلوا مصر من الأنبياء، وبقي يدعو الناس بمصر إلى عبادة الله -تعالى-، ومكارم الأخلاق، وهو أول من خطّ بالقلم.

وأكمل السيوطي بأن أنزل الله -تعالى- على سيدنا إدريس ثلاثين صحيفة، وهو أول من علّم غيره الزراعة، ولبس المخيط، وسكن البيوت، وقام بتخطيط المدن، وقيل إنّه أول من ركب الخيل، واستخدم الدواب والأحصنة للسفر، والحروب".