متى يقال دعاء الاستفتاح؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بدايةً أخي الفاضل نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتك ويزيدك به معرفةً ومنه قربًا، أما عن دعاء الاستفتاح أو ما يُسمى بدعاء الافتتاح؛ فهو دعاء مقصوده الثناء على الله -عزّ وجل-، وسُمي دعاء الاستفتاح لأننا نفتتح به صلاتنا فيكون أوّل ما نقوم به بعد التكبير، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء من أهل العلم، وقد خالف ذلك المالكية، إذ يرون البدء بالقراءة فورًا بعد التكبير، وقد رأى قليل من أهل العلم وجوبه.

كما أنّه يقال سرًا على قول جمهور العلماء، ويُستثنى من ذلك من كان إمامًا، فيصح له الجهر به لغاية تعليمه للناس، أما عن صيغه فقد صحّ لدعاء الاستفتاح العديد من الصيغ؛ ومنها ما يأتي:

1. (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِن خَطَايَايَ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِن خَطَايَايَ بالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ). "أخرجه مسلم"
2. (وجَّهْتُ وجهيَ للَّذي فطَر السَّمواتِ والأرضَ حنيفًا مُسلِمًا وما أنا مِن المُشرِكينَ، إنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومماتي للهِ ربِّ العالَمينَ، لا شريكَ له، وبذلكَ أُمِرْتُ وأنا مِن المُسلِمينَ، اللَّهمَّ أنتَ الملِكُ لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبحانَكَ وبحمدِكَ، أنتَ ربِّي وأنا عبدُكَ ظلَمْتُ نفسي واعترَفْتُ بذَنْبي؛ فاغفِرْ لي ذُنوبي جميعًا إنَّه لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، واهدِني لِأحسَنِ الأخلاقِ لا يهديني لِأحسَنِها إلَّا أنتَ، واصرِفْ عنِّي سيِّئَها لا يصرِفُ عنِّي سيِّئَها إلَّا أنتَ، لبَّيْكَ وسعدَيْكَ والخيرُ في يدَيْكَ والمَهْدِيُّ مَن هدَيْتَ، أنا بكَ وإليكَ تبارَكْتَ وتعالَيْتَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ). "أخرجه ابن حبّان بإسناد صحيح"
3. كان عمرَ بن الخطاب -رضي الله عنه- يبدأ به، وهو: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرك). "أخرجه مسلم"