أهلًا وسهلًا عزيزي السائل، ذكر ابن منظور في لسان العرب أنّ القلب يُصبح فؤادًا إذا جاء بمعنى التفؤّد ويعني ذلك التوقد والوضوح، ومثال ذلك في قوله تعالى: (ما كذب الفؤاد ما رأى) سورة النجم آية (11)، فالفؤاد هو أرقّ جزء في البدن وأكثر تألمًا وحسًّا ووضوحًا.
كما ورد في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي أخرجه البخاري في صحيحه حيث قال: "أتاكم أهل اليمن هم أرقُّ أفئدةً وألين قلوبًا، والإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم".
في ضوء ما سبق، فإنّ تفسير قوله تعالى في سورة القصص: (وأصبح فؤاد أمّ موسى فارغًا إن كادت لتبدي به لولا أنّ ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين)، هو أنّ فؤاد الأمّ تعطّل كما الذاكرة الفارغة إلّا أنّ القلب ما زال يعمل وصبر على فراق الطفل الصغير توكلًا على الله.