ما هي نتائج حرب البسوس؟

حيّاك الله أخي السائل، وقعت حرب البسوس في الجاهلية بين قبيلتي تغلب وبكر، واستمرت أربعين عاماً وانتهت عام 534 م، واختلف المؤرخون في نتائج الحرب إلى فريقين:

1. الفريق الأول

عجز قبيلة تغلب عن مواجهة قبيلة بكر التي كانت بقيادة الحارث بن ثعلبة بعدما هرب الزير سالم زعيم قبيلة تغلب، وقرر أهلها أن يبعثوا شاعراً للحارث لكي يقوم بتمجيده، ومن هذه الأبيات: قد برّ قسمك فأبق بقية قومك، فتأثر الحارث بهذه الأبيات وترك قبيلة تغلب دون أن يتعرض لها بأذى.

وقيل أن قبيلة تغلب تفرقوا بعد هذه الحرب، وانتقلوا لشمال غرب العراق في ديار ربيعة، وانتهت هذه الحرب دون الحصول على أي دية لأي شخص قُتل، فأطلق عليها المؤرخون اسم (البتراء).

1. الفريق الثاني

كرهت تغلب الحرب مع بكر وملّوا منها فتصالحوا مع بعضهم، ولكن بقي الزير سالم في خصامه ولم يصالحهم وانتقل لكي يعيش في اليمن، وعندما عاد إلى أرضه مشتاقاً، رأى قبر أخيه فحزن وضاق وتذكر ما حصل له، فحلف ألّا يقترب من الطّيب، ولا يستحمّ، فعندما رآه على هذا الوضع أحد أصدقائه القدامى قام بدعوته إلى كل ما هو طيب ودعاه للاستحمام.

ولكن أثناء ذلك تذكر أخيه كليب، وقال: "لا حتى تفنى بكر" ثم قام للرجوع للحرب مع بكر فأدى هذا إلى وقوعه أسيراً في أيدي أحد أبناء قبيلة بكر الذي يسمى عمرو بن مالك وقام بالإحسان إليه، وقالوا بانتصار قبيلة تغلب بقيادة الزير سالم بعد هزيمته في بادئ الأمر، فبعد هروبه عاد بصفوف مقاتلة وتمكن من قتل جساس بن مرة ليكون بهذا أعاد كرامة قبيلة تغلب، وهذا الرأي الراجح.

وعلى كل حال فقد انتهت الحرب بعدد من الخسائر الفادحة في الأموال والممتلكات والبشر، وقيل أنه قُتل في هذه الحرب 711 فارساً؛ وهو عدد ضخم بالنسبة للعرب في تلك المدة.