قبل شهر ذهبت في رحلة إلى إسبانيا، وصدمت من شدة جمال المعالم الإسلامية المتواجدة في غرناطة، كما أني وجدت تنوعاً كبيراً في المعالم هناك، الأمر الذي جعلني أتساءل عن أصل الفن الإسلامي هناك ومصادره، فما هي مصادر الفن الإسلامي؟
0
قبل شهر ذهبت في رحلة إلى إسبانيا، وصدمت من شدة جمال المعالم الإسلامية المتواجدة في غرناطة، كما أني وجدت تنوعاً كبيراً في المعالم هناك، الأمر الذي جعلني أتساءل عن أصل الفن الإسلامي هناك ومصادره، فما هي مصادر الفن الإسلامي؟
0
0
حيَّاك الله السائل الكريم، مصادر الفن الإسلامي كانت محدودةً في البداية وحتى غير موجودةٍ في بداية نشأته، وبعد ذلك تأثر الفن الإسلامي بعدّة فنونٍ، وأصبحت مصدراً له فيما بعد، وسأذكر بعض هذه المصادر فيما يأتي:
بدأ الفن الإسلامي بالتأثُّر بالفن البيزطني في بداية الخلافة الأمويّة، وكان مصدراً حديثاً بالنسبة للمسلمين، وقد ظهر هذا التأثُّر جلياً في الخلافة الأمويّة، حيث أدخل إلى الحضارة الإسلاميّة مفاهيم مختلفةً، ومن ذلك الفسيفساء.
وقاموا ببناء قبة الصخرة المُشرّفة في القدس، ولا تزال معلماً مهماً إلى وقتنا الحاضر، وأيضاً القِلاع التي بُنيت في صحراء فلسطين، كما تمّ إدخال الحِرف اليدويّة، كالمعادن والخزف، والأثاث المستحدث.
وهذا ما ظهر في عهد الخلافة العباسيّة؛ حيث قاموا ببناء العواصم، وتصميم أثاثٍ من مادة الجص، وظهر كذلك نقش الزخارف، وصنع الفخار، وأهم المعالم التي تمّ بنائها في ذلك الوقت مسجد القيروان الكبير، كما ظهر تأثير الحضارة الرومانيّة في الأندلس وذلك ببنائهم الأقواس النصف دائريّة في الفن المعماري، وكذلك استخدام العاج ونقش المجوهرات.
وبعد ذلك شهد العالم ازدهاراً وتألقاً في الفنون الإسلاميّة، وظهرت في إيران وآسيا الصغرى فنونٌ متنوعةٌ، وتم بناء العديد من المدن؛ كمدينة نيشابور، وغرنة، وجاء عهد السلاجقة والإيلخانيون، الذين عملوا على تطوير الفن الإسلاميّ، وكان مصدره آنذاك؛ هو البدو، وقد قاموا بإنشاء معالم متنوعة.
وشهد الفن الإسلامي تطوراً وازدهاراً كبيراً على مرّ العصور الإسلاميّة، وترك ثروةً هائلةً من المعالم، والزخارف، والفنون، والتي لا زالت تُقصد بالزيارة من مختلف النّاس، ومن شتى البقاع إلى يومنا الحاضر.
وقد شهدت مصادر الفن الإسلامي تنوعاً؛ بسبب اختلاف العصور التي تعاقبت على المنطقة، واختلاف الظُّروف التي كانت تعيشها المنطقة آنذاك، وانفتاح المسلمين على الحضارات الأخرى، وغيرها من العوامل.
ومن المحطات التاريخية للفن الإسلامي هو وقت الخلافة العثمانية؛ الذين برعوا في تطوير الفن الإسلاميّ، وخاصةً الفن المعماريّ؛ فقد تألقوا فيه، وقاموا بإنشاء العديد من القصور والقلاع التي لا زالت تشهد على رونق هذه الحضارة حتى وقتنا الحاضر.
وكذلك ظهر جمال الفن الإسلامي في المساجد التي شُيّدت في العهد العثماني، واتخذت المساجد صفاتٍ خاصةٍ من أهمها؛ إدخال الخزف واستخدامه، وتميزوا ببناء المساجد باللون الأحمر الفاتح، وكان مصدر هذا الفن من التخطيط الكتدرائيّة في آيا صوفيا.
وهكذا كان الفن الإسلامي متنوع المصادر، وخاصةً بعد الفتوحات التي قام بها المسلمون، فكانت مصادره الأولى إبداع المسلمين، ثمّ الحضارة البيزنطيّة، وبعد ذلك الحضارة القوطيّة، والحضارة الرومانيّة التي عُرفت بتنوع فنونها مُنذ القدم.
وهكذا كان المسلمون يستلهمون هذه الفنون، التي أصبحت اليوم أماكن سياحيّة يقصدها الزوار من شتّى أنحاء العالم، ومهما كانت مصادر الفن الإسلاميّ، يبقى الأثر الأكبر لإبداع المسلمين وتميّزهم في مختلف الفنون.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.