شرعت بكتابة بحث عن معلقة عنترة لمادة الأدب الجاهلي في الجامعة، ولم أجد عناصر المقدمة الطللية في معلقة عنترة، فما هي؟
0
شرعت بكتابة بحث عن معلقة عنترة لمادة الأدب الجاهلي في الجامعة، ولم أجد عناصر المقدمة الطللية في معلقة عنترة، فما هي؟
0
0
دعائي بالتوفيق لك في بحثك، المقدمة الطللية عادة متّبعة في القصائد الجاهلية الخالدة، لا سيما في المعلقات، وعناصر المقدمة الطللية هي كالآتي:
أمّا مقدّمة عنترة الطللية فهي قصيرة والمعاني التي احتوتها قوية وجزلة، ونورد لك بعض الأبيات من معلقته مع شرحها:
هل غادر الشعراء من متردم
:::أم هل عرفت الدار بعد توهم
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
:::وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
معنى مُترَدَّم: المتردَّم اسْمٌ للمكانِ على وزنِ اسْمِ المفعولِ؛ وهو المكانُ الَّذي يُرْقَعُ: أيْ يصلَّحُ مثلما نقول: رَدَمْتُ الشيءَ أي أصلحتُه، والتَّرَدُّمُ صوتٌ بينَ الشاعر وبينَ نفسِه، ومعنى قوله هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ مُتَردَّمِ: أي هل تركُوا كلامًا يلتصق ببعضُهُ ويُلفَّقُ؛ أيْ لقد سبقنا الشعراء إلى قول كل المعاني، ولمْ يَدَعُوا مجالًا لقائلٍ.
البيت الأول فيه إشارة إلى أنّ الشعر العربيِّ موغلٌ في القِدَم قبل الإسلام، أقدم مما نعرف بكثير؛ ويقصد عنترة أنّ الشعراء قبله ألّموا بمعاني الشعر كلّها، وسُبل التجديد فيها أصبحت قليلة جدًّا إن لم تكن معدومة، وكل ما يقوله الشعراء هو تقليد للقدماء.
يتساءَل عنترة بن شداد باستنكار عمّا إذا ترك الشعراءُ موضوعًا إلّا وقد سبروا أغواره وتحدّثوا فيه، وهو يعرف أن الشعراء لم يتركوا موضوعًا إلا ونظموا فيه قصائد طوال وجيّدة، ولم يتركوا للشعراء بعدهم أي موضوع يكون لهم السبق فيه، بعد ذلك (في عَجُز البيت) يُخاطب نفسه بأسلوب الإضراب ويسأل نفسه: هل عرفتَ دارَ محبوبتك بعد تفرُّسِك في آثارِها؟
ومن هذا الاستفهام الاستنكاري تظهر حالة الشاعر النفسيَّة الحزينة الحائرة وهو يقف على أطلال بيت محبوبته بائسًا، عندما تغيَّر حالها بعد رحيلهم عنها، فأصبحت طللًا باليًا، من دون أثر للحياة، أمّا في البيت الثاني يتحوّل إلى ذكر ديار عبلة، ويسألها عنها وعن أهلها وعن أحوالهم بعد الرحيل، ثمّ يلتفت إليها ويُحيّيها، ويتمنّى أن تسلم دارها من كل أذًى أو سوء.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.