ما هي طريقة صلاة الضحى واستجابة الدعاء؟

أسأل الله أن يُفرج همّك وأن يُزيل كربك وأن يُعينك في ابتلائك، بخصوص سؤالك فله جانبان:

1. الجانب الأول: كيفية صلاة الضحى

اعلم أن صلاة الضحى سُنّة مأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- بثَلَاثٍ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ)، أخرجه مسلم.

أما وقت صلاة الضحى: فيبدأ من بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح، ويُمكن تقديره بمُضيّ ربع ساعة على وقت الشروق المذكور في التقويم، وينتهي عند وصول الشمس إلى منتصف السماء؛ وهو قبل وقت صلاة الظهر بربع ساعة تقريباً.

وأفضل وقتها حين اشتداد الحر كما جاء في الحديث عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنه: (رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقالَ: أَما لقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلَاةَ في غيرِ هذِه السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، قالَ: صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ)، أخرجه مسلم، أي: حين تحترق أخفاف الجمال من الرمضاء في الصحراء.

وأّا عدد ركعاتها: فصلاة الضحى يمكن أن تُصلّى من ركعتين إلى اثنتي عشرة ركعة كما ذكرالفقهاء، ويُسلِّم المصلّي بين كل ركعتين، وقد روت عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كان يصلي الضُّحى أربعاً ويزيد ما شاء الله)، أخرجه مسلم.

1. الجانب الثاني: كيفية استجابة الدعاء في صلاة الضحى

لم يرد نصٌّ خاص في أنّ الدُّعاء مُستجاب في صلاة الضحى، لذلك لم يُذكر أن هذه الصلاة من الصلوات المطلوب تحرّي الدعاء فيها وإن كان الدُّعاء خير في كل حال، ولكن جاء في فضيلة صلاة الضحى حديث نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ الْغَطَفَانِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَم، لَا تَعْجِزْ عَنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ)، صحيح، أخرجه أحمد وأبو داود.

فهذه الأربع ركعات قال كثير من العلماء: إن المقصود بها أربع ركعاتِ الضُّحى، فمن صلّاها فإن الله يكفيه شر المحن والبلايا في يومه. فأوصيك أن تستمر على التزامك بصلاة الضحى، وأن تحرص على صلاتها أربع ركعات في كل يوم، وتجتهد في الدعاء فيها خاصة في سجودك لعل الله يعلم منك صدقاً في الدُّعاء والمناجاة فيستجيب لك.

كما أوصيك أن تحرص على تقوى الله وطاعته بشكل عام، فهو مفاتح الفرج وسببه؛ لأن الله وعد أن يكفي من يتوكل عليه كما قال -سبحانه-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)، "الطلاق :2-3".

والله أعلم.