ما هي صفات المؤمنين في الآية 8 من سورة المائدة؟

وعليكم السلام ورحمة الله، نسأل الله -سبحانه- صِدق الإيمان، والتحلّي بصفات أهل الجنان، يقول -سبحانه وتعالى- في سورة المائدة: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كونوا قَوّامينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالقِسطِ وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلى أَلّا تَعدِلُوا اعدِلوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ﴾. "آية:8" ذكر الطبري ـرحمه الله- في تفسيره أنّ هذه الآية الكريمة نزلت في يهود خيبر.

إذ ذهب إليهم النّبي ـصلى الله عليه وسلم- يستعينهم في ديّة فهمّوا بقتله؛ فنزلت هذه الآية الكريمة تحثّ المؤمنين على إقامة العدل، وأداء الحقوق إلى أصحابها وإن كانوا مخالفين في الديانة، أو كان بينهم بغضاء أو شَحناء، فلا يمنع ذلك من إقامة العدل وتقوى الله -سبحانه- في ذلك، وفيما يأتي ذكر لبعض تجلّيات هذه الآية الكريمة:

1. مدى سماحة الإسلام واحترامه لأفراد مجتمعه مهما كانوا، وحثّه الدائم على نبذ التعصب الديني، وتاريخ الإسلام يشعّ بالنماذج الحسنة والقدوات الراقية في تعامل المسلمين مع أهل الذمّة من المعاهدين لدولة الإسلام.
2. البُغض الشديد لأفعال قوم أو عداوتهم ليس مُبرراً لمجانبة العدل والالتزام فيه وخشية الله -سبحانه- في التعامل معهم، لكن للأسف نجد كثيراً من الناس يمتنع عن ذلك مع إخوانه المسلمين لمشاحنة بسيطة، لا تتطلب منه كل هذا الإجحاف والقسوة في أداء العدل وامتناعه عن الظلم.
3. دين الإسلام يقوم على العدل، فلا إفراط ولا تفريط.
4. التقوى من صفات المؤمنين التي تُحرّر أصحابها من الوقوع في سجن بعض الأعمال التي لا يرضاها الله -سبحانه-.
5. ضرورة إخلاص العمل أو الشهادة لله -سبحانه-، لا لرِياءٍ أو طلب سُمعة، كما تذكّر الآية وتُنبّه المؤمنين على دوام استشعار مراقبة الله -عز وجل- في أعمالهم كلها.
6. المؤمنون هم أولى الناس بتطبيق أوامر الله، والابتعاد عن نواهيه في شؤون حياتهم المختلفة.
7. العدل صفة قوة لا صفة ضعف، وقد جاء التشديد والتأكيد على ذكره في الآية الكريمة بتتابع ذكره في قوله -سبحانه-: (عَلى أَلّا تَعدِلُوا اعدِلوا).