ما هي تقاليد مدينة غرداية؟ ومما تتشكل ملابسهم؟

عزيزي السائل تُعتبر مدينة غرداية من المدن الجزائرية ذات الطابع المميز، فهي من المناطق المشهورة لدى السُياح، وهي من المدن التي بُنيت منذ آلاف السنين، لذا فهي تتميز بالكثير من التقاليد، ومن أبرزها ما يأتي:

اللباس

يُعد اللباس لدى أهالي غرداية رمزًا تاريخيًا، فقد حافظوا على هذا التراث منذ أجيال، حيث يرتدي الرجل الزي التقليدي في الأعياد والمناسبت، ويُسمّى اللباس الرجالي بثوب يحمل اسم القندورة، التي تترافق مع قبعة تحمل اسم الشاشية، وهي عبارة عن قطعة بيضاء من القماش، أمّا لباس المرأة في غرداية فهو عباءة الملحفة، وغطاء شعر يحمل اسم لأخمري، وإذا خرجت إلى الخارج تُدثر نفسها بالحائك، وهي عباءة مصنوعة من الصوف.

العمارة

تميزت المدينة بالهندسة المعمارية المميزة، إذ ينبهر كل من يزورها بجمالها وسحرها، فهي من المناطق المُدرجة في قائمة التراث العالمي الإنساني من قِبل منظمة اليونيسكو، وذلك لما تتميز به من الحجارة المنقوشة بالنقوش البربرية القديمة، كما أنها تحتوي على القصور السبعة التي شيدتها القبائل الأمازيغية المعروفة مثل كآت ميزاب وبعض القبائل العربية.

الحياة الإجتماعية

تأثرت الحضارة الإجتماعية بنظام الحياة الإقتصادي القاسي والطبيعة الصعبة، مما دفع سكانها إلى الترابط، والوحدة، والتعايش سويًا، حيث يتميز سكان غرداية بالكرم والترحاب بمن يزورها من السواح من داخل الوطن وخارجه، ويُذكر أنّ من أبرز المناسبات الاجتماعية في المدينة عيد الزربية وهو من الأعياد ذات الطابع التجاري، إذ يلقى اقبالاً واسعاً من قِبل الزوار والسياح الذين يسعون لاقتناء الأعمال الحرفية وبالتحديد صناعة الزاربي.

تشتهر مدينة غرداية أيضاً بالألبسة الصوفية، والنحاس المنقوش، والصناعات الخشبية، وصناعة الفخار، ومن الجدير بالذكر أنّ سكّانها ينقسمون بين ذوي الأصول الأمازيغية، والأصول العربية، وأيضاً يسكنها مجموعةٌ من البدو الرُحّل الذي استقروا فيها، لذا فإنّ اللغة المستخدمة هي العربية والأمازيغية.

الأعراس

تتسم الأعراس في غرداية بطابعها التقليدي منذ قديم الزمان، فهي تتبع طقوس خاصة تبدأ من التشاور، وتحديد المهر وموعد الزفاف، وبعد الاتفاق تقوم عائلة العروسين بتجهيز كميات كبيرة من المفتول، وهو أشهر أطباقهم، بحيث يكفي لسكان المدينة، بعدها تجتمع عائلتي العروسين لقراءة الفاتحة قبل العرس بأسبوع، ثم يُقام عشاء، ثم يرحل الرجال وتحضر النساء في موكب حاملات العدل؛ فيأتين بقطعة تحتوي على ملابس العروس وحذائها، كما يجلبن معهن السكر والشاي.

أما عند حلول موعد الزفاف فإنّ العروس تُزف وهي داخل هودج، ثمّ تدخل داخل خيمة مقسومة لنصفين، نصف للعروس، والنصف الآخر للعريس وأصدقائة للاحتفال، وعند دخول العريس لقسم العروس فإنه يقطع حبلاً دلالةً على انتهاء حياة العزوبية ودخوله في قفص الزوجية.