سمعت قبل أسبوع أن الرسول عليه الصلاة والسلام صالح مناطق معينة، ولم تقم حروب بينهم وبين المسلمين، فما هي المناطق التي صالحها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟
0
سمعت قبل أسبوع أن الرسول عليه الصلاة والسلام صالح مناطق معينة، ولم تقم حروب بينهم وبين المسلمين، فما هي المناطق التي صالحها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، توزعت مصالحات النبي -صلى الله عليه وسلم- وعهوده مع من حوله في شبه الجزيرة العربية على فترتين رئيستين: منذ وصوله إلى المدينة المنورة، وفي العام السادس بعد صلح الحديبية:
مصالحات بداية الهجرة:
بعد وصوله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة كان لا بدَّ له من عقد حلف مع القبائل التي كانت تسكن في الطريق بين مكة والمدينة، فحالف بني مدلج وبني ضمرة في غزوة الأبواء، وعاهدهم على أنهم آمنون على أنفسهم، ولهم النصر على من رامهم، وكانت هذه أول معاهدة عقدها الرسول مع غير يهود المدينة.
كما صالح يهود المدينة، وكتب بينه وبينهم كتاب نص فيه: (أن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين)، وكان اليهود ثلاث طوائف حول المدينة:
وقد كان غدرهم حين آذوا نساء المسلمين في أسواقهم، فحاصرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنزلوا على أن لهم النساء والذرية، وللمسلمين الأموال، وأمهلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة ليال.
الذين هموا بجريمة اغتيال النبي -صلى الله عليه وسلم- فحاصرهم عشرين يوماً، فطلبوا الصلح، فبعث لهم بكتاب أن قد نقضتم العهد الذي جعلت لكم مما هممتم به من الغدر، لقد أجّلتكم عشرًا، فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه، ولهم أن يحملوا من أموالهم ما يقدرون على حمله ما عدا السلاح.
كان من غدرهم أن حرضوا الأحزاب وألبوهم على غزو المدينة، فكان عقاب غدرهم أشد وأقصى ممن سبقهم.
صلح الحديبية في السنة السادسة وما بعده:
وأما صلح الحديبية: فقد حصل في شهر ذي القعدة من السنة السادسة من الهجرة حين خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ألف وخمسمئة من أصحابه إِلى مكة معتمرًا، حيث أحرم وساق الهدي.
فخشيت قريش على مكانتها بين العرب، وأرسلت سهيل بن عمرو أن ائت محمداً -صلى الله عليه وسلم- فصالحه، وليكن في صلحك ألا يدخل في عامه هذا، فو الله لا يتحدث العرب أنك دخلت علينا عنوة، فكان الصلح على وضع الحرب عن الناس عشر سنين، يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض.
ودام الصلح سنتين حتى نقضته بنو بكر وحلفاؤهم من قريش حين أغاروا على بني كعب حلفاء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان على إثر ذلك فتح مكة التي يرى كثير من أهل العلم أنها فتحت صلحا لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى الأمان لأهلها فقال: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن)، أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
صلح خيبر:
وقعت غزوة خيبر في السنة السابعة حين حاصر رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أهل خيبر وفتح حصونها عنوة وحاز الأموال كلها، إلا حصني: الوطيح والسلالم؛ فإنهما لم يفتحا عنوة، بل صلحاً بعد حصار أربعة عشر يوماً، فكانا فيئاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أيقنوا الهلكة.
ونزلوا على الصلح بأن تحقن دماء المقاتلة وتترك الذرية لهم، ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم، وألا يصحب واحد منهم إلا ثوبا واحدا على ظهره، فلما سمع أهل فدك بذلك طلبوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أن يسيرهم، وأن يحقن دماءهم، ويخلوا له الأموال على النصف، ففعل.
ونزل أهل خيبر على ذلك على أن يعاملهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأموال على النصف، وكانت فدك خالصة لرسول الله -صلى الله عليه وسلّم- لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب.
كما كتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ملوك الأرض يدعوهم إلى الله قبيل الفتح، فكتب إلى هرقل عظيم الروم، وإلى كسرى ملك الفرس، وإلى صاحب مصر، وأهل هجر، وإلى المنذر بن ساوى ملك البحرين، وإلى النجاشي، وإلى ملك أيلة الذي صالح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأعطاه الجزية، وأتاه أهل جرباء، وأذرح، ونصارى نجران وغيرهم، فصالحوه على الجزية.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.