ما هي الغزوة التي وقعت في السابع من الهجرة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إن مما يتكرر أحيانا في تعيين تواريخ الأحداث الاختلاف في تحديد تاريخ بعض الوقائع على وجه الدقة، فبعض الاختلاف ينشأ في مبتدأ عدِّ التاريخ الهجري، وبعضه يعود لاشتراك أوصاف بعض الأحداث؛ كغزوة ذات الرقاع التي وصفت بها غزوتان اثنتان، حدثت أولاهما في السنة الرابعة وكانت رداً على حادثة بئر معونة وقتل القرَّاء، وأخرى في السنة السابعة التي سبقت معركة خيبر التي يدور حديثنا عنها.

وغزوة ذات الرقاع هذه شارك فيها أبو موسى الأشعري وأبو هريرة -رضي الله عنهما- وهما لم يأتيا إلى المدينة إلا في العام السابع من الهجرة، وقد قامت هذه الغزوة على قبائل غطفان التي سبق أن شاركت في حصار المدينة المنورة في ‌غزوة الأحزاب.

وخططت قبائلها: أنمار، وبني ثعلبة، وبني محارب؛ لغزو المدينة بعد ذلك، وحاولوا مساندة اليهود في خيبر، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- عسكر بينهم وبين اليهود، وأرسل إلى ديارهم فرقة تشغلهم عن مكرهم، فظنوا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد غزاهم في ديارهم، فرجعوا على أعقابهم، وأقاموا في أهليهم وأموالهم.

وبذلك أمِن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيدهم، وتفرَّغ لغزوة خيبر التي دارت أحداثها أيضاً في المحرم من السنة السابعة، وكانت حصون خيبر ثلاثة منفصلة بعضها عن بعض، فبدأ المسلمون يفتحونها حِصناً حِصناً.

ثم أخذ الراية علي -رضي الله عنه- بعد أن دعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان الفتح على يديه، وغنم المسلمون كل ما في تلك الحصون من الأموال إلا الحصنين الأخيرين: ‌الوطيح، والسّلالم.

حيث حاصرهما النبي-صلى الله عليه وسلم- بضع عشرة ليلة، حتى اصطلحوا على التنازل عن الأموال والاستسلام، ثم سألوا رسول -صلى الله عليه وسلم- أن يقرهم على مزارعهم، فوافقهم على ذلك على أن يعتملوها بأموالهم وأنفسهم، ولهم النصف من كل ما يخرج منها من زرع أو ثمر.

والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.