ما هي آيات الأمانة في سورة النساء؟

حياك الله أختي السائلة، استخدم الله -تعالى- لفظ الأمانة في كثير من مواضع القرآن، وكل موضع لها معنى معين، فتارةً تأتي بمعنى الأمانة في الدين، وتارةً أخرى تكون بمعنى الأمانة في التعامل مع النّاس، أو الأمانة في العمل، ووردت الأمانة أيضًا لحفظ الجوارح.

أمّا الآيات التي تتحدث عن الأمانة في سورة النساء، فهي آية واحدة، قال الله- تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا). "سورة النساء: 58"

ويُذكر أنّ سبب نزول هذه الآية أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أخذ مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة يوم فتح مكة؛ وذلك لدخول الكعبة، وإرجاع المفتاح لعثمان، وعندما خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كان يتلو هذه الآية، فنادى عثمان وأعطاه المفتاح.

وليس المعنى من ذلك أنّ الآية إذا كان لها سبب نزول أنّها لا تعم الجميع، فبناءً على القاعدة الأصولية: "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"؛ فإنّ الآية تخاطب الجميع؛ حيث إنّ الله يأمرهم أن يعيدوا الأمانات إلى أهلها، فلا يجوروا فيها، أو يفرطوا بها، والراجح أنّ المقصود بالأمانة هنا الوديعة.

وقال بعض المفسرين إنّ المقصود في الخطاب في الآية لِتأدية الأمانة هم ولاة الأمور، أو السلطان، أو الحاكم، فأمرهم بمراعاة حقوق المسلمين، الذين هم مسؤولون عنهم، لإعطاء كل ذي حق حقه، والحكم بين المسلمين بالعدل، فلا يفضلوا فئة على فئة، إلّا أنّ الرأي السابق هو الأرجح، وذلك لعبرة اللفظ، فيدخل في العموم ولاة الأمور، وغيرهم من المسلمين.

ولا ننسى أنّ خيانة الأمانة من صفات المنافقين الذين ينقضون الوعود والعهود، قال -صلى الله عليه وسلم-: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ). "أخرجه البخاري"