وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، باركَ الله فيكِ، وهداكِ إلى كلِّ ما يحبُّه الله ويرضاه..
اعلمي أخيتي الكريمة أنَّ الغيبة تعدُّ من الذنوب العظيمة التي نهى الشَّرعُ الحنيفُ عنها، وأنَّ ثلث عذاب القبرِ يكون بسببه؛ لذلك إيَّاكِ والعودةَ إلى هذا الذَّنب، وحاولي نصحَ جاراتك، فإن استجابوا لنصيحتكِ فبها ونعمت، وإن لم يستجيبوا فابتعدي عنهم واحذري الجلوس في مجالس الغيبةِ والنميمة.
أمَّا بخصوص سؤالك عن دعاء مغفرةِ الذُّنوب ولو كانت مثل زبد البحر، فاعلمي أخيتي أنَّ الوارد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو ذكرٌ وليسَ دعاءٌ، وفيما يأتي ذكر الحديث الشَّريف الذي بيَّن فيه النبيَّ الذكرَ الذي يقوله المسلم فيغفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ). [حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ ولو كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ). [حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه]
واعلمي أخيتي الكريمة أنَّ الإنسان إذا عصى ربَّه ثمَّ تاب توبةً نصوحةً فإنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يقبل توبته، وقد جاء ما يدلُّ على ذلك في قول الله -تعالى-: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، [التوبة: 104] وأسأل الله العظيم أن يتقبَّل منكِ توبتكِ وأن يغفر لكِ ذنبكِ.