وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكم أختي السائلة، وجعل أُنسكم في ذكره، وهيّأ لكم أسباب الخير والسعادة على أكمل حال، بداية على المؤمن أن يرضى عن الله -تعالى- ويسلم لقضائه، ولا يدفعه تأخر حظوظه في الدنيا للجزع أو الشك بكرم الله -سبحانه وتعالى-، وقد يؤخر الله عن العبد أمراً ما ويكون في هذا التأخير الخير كله، فبعض المنع من الله يكون عين العطاء، لأمرٍ لا يعلمه إلا الله.
وعليكِ أختي أن تُداومي الوقوف على بابِ الله والتزام الطاعات، والإلحاح في الطلب، لا سيّما في أوقات مظنّة الإجابة والقَبول، ومن أفضل هذه الأوقات يوم الجمعة، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يوم الجمعة فيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله حاجة، إلا أعطاه إياها). حديث صحيح أخرجه أبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عنه-
ولم أقف على دعاء مأثور مخصص لطلب تيسير الزواج، لكن طلب هذا الأمر يندرج تحت كثير من الدعوات والآيات التي يستطيع السائل تقديمها على هذه النية عند الدّعاء والسؤال، ومنها:
- كثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-
لاسيّما في يوم الجمعة، كما جاء في الحديث: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي)، حديث صحيح أخرجه أبو داود، وفي الحديث: (إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء، حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم). حديث حسن أخرجه الترمذي عن عمر بن الخطاب.
- كثرة الاستغفار
لقوله تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا). "سورة نوح:10-12"
- (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)، "سورة الصافات:100" على نية الزواج، ومن بعده الذرية الصالحة.
- اللهمّ يا مَن قلت: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا)، "سورة الروم: 21". أسألك أن تيسرلي أسباب الخير والسكينة.
- اللهمّ يا مَن قلت: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)، "سورة النساء :1" أسألك أن تقتضي حاجتي، وتجعل لي أوفر الحظ والنصيب.
- اللهمّ يا مَن قلت: (وَجَعَلَ مِنها زَوجَها لِيَسكُنَ إِلَيها)، "سورة الأعراف:189" أسألك أن تجمعني بمن يكون لي سكناً وسعادة وطمأنينة.
- اللهم يا مَن قلت: (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ)، "سورة الذاريات:49" أسألك أن تهب لي زوجاً صالحاً يعينني على طاعتك.
- اللهم حصّني بالزوج الذي يتّقيك فيني، فيزداد شكري لك به، ولا تجعلنا من المحرومين.
- اللهم يا حي ويا قيوم، أنت القادر على كل شيء، وتقول للشيء كن فيكون، فلا تحملني ما لا طاقة لي به، واعف عني، واغفر لي، وارحمني.