ما هو دعاء تحقيق الأمنيات عند الفجر؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اعلمي عزيزتي السائلة أن استجابة الدعاء وقت الفجر قد بشر بها النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟).

وثبت فيما أخرجه البخاري، عَنْ أنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، قالَ: (كانَ القُنُوتُ في المَغْرِبِ والفَجْرِ)، والقنوت: هو الدعاء بعد الرفع من ركوع الركعة الثانية، ومن صيغه التي فيها الخير بالدنيا والاخرة ما صحّ أنّ كان يدعو في القنوت: (اللَّهمَّ اهدِني فيمَن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ).

ومن الدعاء المسنون، عن أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (كانَ يقولُ إذا صلَّى الصُّبحَ حينَ يسلِّمُ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ عِلمًا نافعًا ورزقًا طيِّبًا وعملًا متقبَّلًا)، أخرجه ابن ماجة، والحديث صحيح.

ولتحقيق أمنياتك، تخّيري ما شئت مما يجمع بين أمور الدنيا والآخرة، مثل قوله -تعالى-: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) "البقرة:201"، أو دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام-: (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ)، أخرجه مسلم.

ولك أن تقولي: اللهم يا رحمن يا رحيم، يا من تعلم ما تخفي الصدور، يا ذا الأسماء الحسنى والصفات العليا، أدعوك باسمك الذي اذا دُعيت به أجبت، حقق لي أحلامي، وأعني ويسر أمري، اللهم أنت تعلم ما في نفسي وما أتمنى، فحققه من غير حول مني ولا قوة.