ما هو دعاء الزواج من شخص معين؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

حياكم الله أختي الفاضلة، ونشكرك على ثقتك بنا، وتواصلك معنا، ونسأل الله -تعالى- أن يوفقكِ، وأن ييسر لك الخير، وأن يُذهب عنك العنت والمشقة، واعلمي أختي الفاضلة أنك في مرحلة حرجة، وهي مرحلة النُّضج البدني، والنفسي، وغيره.

وفي هذه المرحلة يميل الرجل إلى المرأة، وتميل المرأة إلى الرجل، وهذا شيءٌ طبيعي فطر الله -تعالى- الإنسان عليه، ويختلف هذا الميل باختلاف الظروف، والأحوال، والأشخاص.

والحب كذلك هو شعور نفسي فُطر الإنسان عليه، وهو خارجٌ عن إرادته، فكونكِ تحبين ابن عمك فهذا مما لا تؤاخذين عليه ما دام هذا الحبُّ في القلب فقط، أمَّا إن خرج هذا الحبُّ من القلب إلى الجوارج؛ كالنَّظر، أو الكلام، أو التفكير، أو نحو ذلك، فإنه يحرم.

وما حصل منك من تلميحٍ وإفصاحٍ له عن مشاعرك، فهذا مما تؤاخذين عليه، ولا ينبغي أن يصدر منك، والأصل أنَّ الرجل أو المرأة إذا أحبا بعضها البعض أن يبادرا إلى الزَّواج، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لم يُرَ لِلْمُتَحابَّيْنِ مثلُ النكاحِ)، رواه ابن ماجه وصححه الألباني، فإن تعذَّر عليهم النِّكاح صرف كلٌّ منهم قلبَّه عن الآخر؛ لكي لا يقع أحدهما أو كلاهما فيما يغضب الله -تعالى-.

وبما أنَّكِ تقولين أنَّه دائمًًا يتجاهلك، ولا يعيرك أي اهتمام، فربَّما أنَّه لا يحبك، أو أنَّه لا يرغب بالزَّواج منك، فالذي ينبغي عليك إذًا ألَّا تشغلي بالك به، وأن تغضِّي بصرك عنه، وألَّا تستمعي إلى صوته، وأن تغلقي كل هذه الأبواب؛ حتى لا تعيشي في معاناة وآلام، والرِّجال كُثر، وقد يرزقك الله -تعالى- من هو خيرٌ منه.

أمَّا بالنسبة لسؤالك عن دعاء الزواج من شخص معين؟ فليس هناك ثمَّة دعاء مخصوص لتيسير الزواج من شخص معين، لكن الدُّعاء بابٌ واسع، فلكِ أن تدعي الله -تعالى- بما شئتِ من الأدعية المشروعة التي تقضي بها حاجتكِ.

وننصحك أختي الفاضلة بأن تتوجهي إلى الله -تعالى- بالدُّعاء أن ييسّر الله لك الخير، وأن يرضيك به، كما ننصحك بملءِ وقت فراغكِ بما يعود عليك بالنفع؛ حتى لا يستحوذ عليك الشيطان.

ونسأل الله لكِ التوفيق والسَّداد، وأن ييسر لك الزَّوج الصالح الذي يدخل السرور على قلبك، ويعينك على أمور دينك، كما ونسأله -سبحانه- أن يرزقك حبَّه وحبَّ نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وأن يعينك على ذكره، وشكره، وحُسن عبادته، والله ولي التوفيق.

حياكِ الله، اعلمي أُختي الكريمة أنُّه لا يوجد آيات مُخصَّصة لمثل هذه الغاية، ولكنني سأذكر لك من القرآن الكريم بعض الآيات والأدعية العامة التي تنفعك لتيسير الأمور، وتُعين على قضاء الحوائج بنية تيسير زواجك منه -إن شاء الله- فيما يأتي:

1. (لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، "سورة الأنبياء: 87" وهي دعوة يونس -عليه السلام- في بطن الحوت.
2. (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي)، "سورة طه: 25-27" وهي دعوة موسى -عليه السلام-.

وأذكر لكِ بعض الأدعية العامة والتي قد تفيدك فيما طلبتِ إن شاء الله:

1. اللهم إني أدعوك باسمك الرزاق والوهّاب والرزَّاق، أن تهبَ لي الزوج الصالح، وأن ترزُقني -فلان- زوجاً صالحاً يا رب العالمين إن كان في ذلك خير لنا.
2. اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب والقادرعلى كل شيء، اللهم إن كنت تعلم في -فلان- خيراً، فزوّجنيه واقدره لي، وإن كان في غيره خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدره لي.
3. اللهم يا رب السماوات والأرض، ارزقني زوجاً صالحاً يهابُك، ويحبني، ويعاملني بما عامل به الرسول -صلى الله عليه وسلم- زوجاته.
4. اللهم إن كان لي زوجاً يُعينني على البر والتقوى والصلاح، فاكتبه نصيباً لي يا أكرم الأكرمين.
5. اللهم إنك القادر والمُقتدر، وأنت مالك الأقدار، فارزقني يا رب زوجاً صالحاً مُصلحاً، يُعينني على البر والتقوى والصلاح، ويكون في هذه الدُنيا سنداً، وفي الآخرة لدخول الجنة سبباً، فإن كان -فلان- كذلك فاجعل بيننا الخير والنصيب.
6. يا رب يا أكرم الأكرمين، إن قلبي تعلَّق بأحدٍ من خلقك، وإني آثرتُ حلالك عن حرامك، فاللهم لا شرطاً ولا أمراً، وإنما طلباً ورجاءً أن تجعل -فلان- زوجاً لي يُعينُني على أمور ديني ودُنياي وآخرتي يا رب العالمين.
7. اللهم أرِح قلبي، ويسِّر لي الخير في هذه الحياة الدُنيا، واكفني عن سيئها، اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمَّن سواك.