ما هو المنطق؟

أهلاً وسهلاً، علم المنطق؛ هو علمٌ تُصان به العقول عن الوقوع في الأخطاء والزلّات، وقد بدأ علم المنطق في اليونان، وكان أول من كتب فيه بوصفه علمًا قائمًا بذاته أرسطو، وقد تطور علم المنطق بمراحل كثيرة حتى وصل إلى ما يُسمّى المنطق الصوري بعد أن دخلت عليه العديد من التعديلات.

وسبب نشأة علم المنطق هو أنّ طائفة تُسمى السفسطائية، نسبة إلى الفكر السفسطائي؛ وهو فكر يدّعي أتباعه بأنّه لا وجود لشيء حقيقي واقعي خارج الذهن، ولا يوجد استقلالية لتلك الحقائق عن الذات، فيُنكرون المبادئ العقلية المتفق عليها.

جاء سقراط وبعده تلميذه أرسطو، فكتبوا الكتب والأوراق ليردوا على هذه الطائفة، فنتج ما يُسمى بعلم المنطق الذي يصون العقل عن الزلل والخطأ، واستفاد أرسطو من كتب معلمه وأبحاثه، فأنشأ علم المنطق مُعتمدًا على ما حصل عليه من معلومات، وما زاد عليها من معرفته.

أمّا الإسلام، فقد وقف من علم المنطق وقفةً حذرة، كونه علم يبحث في الأمور الغيبية خصوصًا ما يتعلق بصفات الله تعالى، فانقسم العلماء فيه إلى أقسام:

1. مؤيد لعلم المنطق بما يحتويه من أمور فلسفية غيبية، وهؤلاء طائفة الفلاسفة كابن رشد وابن سينا.
2. مُحرّم لعلم المنطق كونه يحتوي على أمور فلسفية تُخالف الإسلام، خصوصًا بما يتعلق بصفات الله وكماله.

وصل علم المنطق إلى المسلمين عندما قام الخليفة العباسي المأمون بترجمة الكتب اليونانية إلى العربية، فعندها بدأت كتب الفلسفة وعلم المنطق بالدخول إلى العالم الإسلامي، فاستخلص بعض علماء المسلمين علم المنطق دون الشوائب الفلسفية ليبدأ المسلمون بدراسته وتدريسه، فنشأ ما يُسمى بعلم الكلام.

وعلم الكلام يُعرّف بأنّه علم المنطق بعيدًا عن الشوائب الفلسفية، وكان من أبرز علماء الكلام الإمام أبو حامد الغزالي، لكنّه مع ذلك حرّم على عوام الناس أن يدخلوا إلى هذا العلم الذي يتطلب قدرًا كبيرًا من الاختصاص.

ويمكن فهم المنطق من خلال قراءة كتب الفلسفة العديدة بشكل عميق وفهم الاختلافات بينها، وهناك العديد من كتب المنطق البسيطة غير المعقدة التي يُمكن أن تكون أساسًا لفهم علم المنطق، ومن هذه الكتب مثل كتاب المنطق لابن سينا، منطق ابن خلدون للدكتور علي الوردي، كتاب الجمهورية لأفلاطون، وغيرها الكثير.