باركَ الله في عمركِ وأحسنَ عملكِ، وأسأل الله العظيمَ أن يعوّضك الله عن زواجك السابق بزواجٍ آخر مباركٍ.
في البدايةِ أنصحك أختي الكريمة بغض بصركِ، كما أمر الله -عزَّ وجلَّ- في "سورة النور: 31"، حيث قال تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ)؛ إذ إنَّ ذلك أطهر وأنقى للنفس، ولما في إطلاق البصرِ من جلبٍ للحسراتِ وتفويتٌ للخيراتِ.
واعلمي أخيتي أنَّ المسلمَ مأجورٌ على نيته؛ لذلك أنصحكِ بأن تجعلي نيتكِ من الزواجِ هو تحصينُ النفسِ والزوجِ، وإنجاب الأولادِ، وتربيتهم على الصلاحِ والتقوى، ولا تصرفي نيتكِ من الزواجِ لغيرِ ذلك، واعلمي أنَّ زواج زميلاتك هو فضلٌ من الله يؤتيه من يشاء.
أمَّا بخصوصِ طلبك فليس هناك دعاءٌ مخصوصٌ للزواجِ، فيُمكنكُ دعاء الله -عزَّ وجلَّ- بالزواجِ بأيِّ صيغةٍ شئتِ، وبأيِّ وقتٍ شئتِ، فالله سميعٌ مجيبٌ في كلِّ الأوقات، إلَّا أنَّ هناك أوقاتًا أحرَّى لإجابة الدعاء؛ مثل الدعاء بين الأذان والإقامة، وفي جوف الليلِ، وفي يومِ الجمعةِ، واعلمي أيضًا أنَّ دعاء الصائم لا يردّ.
وأنصحكِ بالإكثار من الاستغفارِ؛ إذ إنَّه سببٌ للرزق بالأطفالِ، حيث قال الله تعالى في "سورة نوح: 10-12": (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)، ومعلومٌ أنَّ المرأةَ لا يُمكنها الإنجاب إلَّا من خلال الزواجِ، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ الاستغفار سببٌ في تيسير الزواج.
أمَّا بخصوص الدعاءَ من رجلٍ بعينه، هذا وإن كان جائزٌ في الشرعِ الحنيف، إلَّا أنَّي أنصحكِ أخيتي الكريمة بأن تتركي الأمر لله، وأن تسألي الله -عزَّ وجلَّ- الزوجَ الصالحَ المصلحَ الذي يُعينكِ على دينكِ ودنياكِ من غيرِ تعيين؛ إذ إنَّ المسلمَ لا يعلمُ أين يكمنُ الخيرُ له.