أهلًا ومرحبًا بكِ أختي الكريمة، بارك الله بكِ وبعمرك، وأسأل الله العظيم أن يجزيكِ خير الجزاء على إحساسك بهذه السيدة العجوز، وأن يبارك لك الله في هذه الرحمة والرأفة التي بداخل قلبك، والتي دعتكِ للدعاء لهذه المرأة بالخير والبركة والرزق.
واعلمي أختي الكريمة أن الدعاء كلَّه مستجابٌ، لكنه يُستجاب كما تقتضي حكمة الله -عزَّ وجلَّ- لا كما يريد السائل ويتمنى؛ إذ أنَّ استجابة الدعاء لها حالات عدّة:
- إمَّا يُستجاب بتحقيق الطلب للمسلم كما دعا به.
- وإمَّا بصرفِ سوءٍ عنه بمثلها.
- وإمَّا أن يدَّخر الله للمسلم دعوته تلك فيؤجره عليها يوم القيامة.
ومن الأمور التي تعين المسلم على استجابة الدّعاء:
- توّجه القلب لله -عزَّ وجلَّ- بصدقٍ عند الطلب.
- إحسان الظنِّ بالله بأنَّه قادرٌ سميعٌ يجيب دعوة المضطر إذا دعاه.
- الإلحاح بالدعاء وتكرار الطلب من الله سبحانه.
- يحتاج أيضًا إلى عدم استعجال الإجابة؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي ذكره البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي).
واعلمي أيضًا أختي الفاضلة أنَّ الدعاء له أوقاتٌ يكون فيها أحرى للاستجابة، مثل:
- الدعاء بين الأذان والإقامة.
- الدعاء في الثلث الأخير من الليل.
- الدعاء عند نزول المطر.
- وهناك ساعةٌ من نهار الجمعة لا يردُّ الدعاء فيها.
- وللصائم دعوةٌ لا تردُّ، كما أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وأسأل الله العظيم أن يجعل شعورك بالسيدة الفقيرة تطبيقًا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- حيث قال: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).