أهلاً ومرحباً بك، إنّ كلمة "سبيلاً" الواردة في قوله -تعالى-: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا)، [الفرقان: 57] تعني: سبباً للهدى والنجاة، أو طريقاً موصولاً إلى الله -تعالى-، وأصل كلمة السبيل من الطريق أو ما اتضح من الطرق. ويظهر من سياق هذه الآية أنّها جاءت تخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ بأنّ الدعوة إلى الله والنبوة لا تحتاج إلى أجر ماديّ.
وأنّ سبيل الحق والهداية يكون بالتوجه إلى المولى -جل في علاه-، فمن أراد ذلك سلك الطريق القويم دون إجبار، بل رغبة بالخير والنجاة. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الكلمة وردت غير مرة في القرآن الكريم؛ وكلها جاءت تشترك في ذات المعنى، من ذلك قوله -تعالى-: (وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا)، [النساء: 88] وقوله -تعالى-: (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا). [الإسراء: 48]