أهلاً بك، يقصد بالتطير التشاؤم، وأصله كراهة فعل أو قول ما، أو رؤية شيء محدد أو مخلوق من مخلوقات الله، وقد كان التطير من عادات الجاهلية؛ حيث كانوا يتطيرون بأنواع من الطيور والجوارح، فإذا رأوها قعدوا عن أسفارهم، وعن المضي في أمورهم، كما كانوا ينظرون في اتجاهها وتوجهها؛ فإن سارت يميناً تبركوا واستبشروا، وإن سارت يساراً تشاءموا وقعدوا.
ثم جاء الإسلام وأبطل هذا الأمر، ودعا الناس إلى التفاؤل وحسن الظن بالله -سبحانه-؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا طِيَرَةَ، وخَيْرُها الفَأْلُ، قالوا: وما الفَأْلُ؟ قالَ: الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُها أحَدُكُمْ)، [أخرجه البخاري] كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا عَدْوَى، ولا طِيَرَةَ، وأُحِبُّ الفَأْلَ الصَّالِحَ). [أخرجه مسلم]
أما بالنسبة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من ردتْهُ الطِيرةُ عن حاجتِه فقد أشرك)؛ [أخرجه الطبراني، حسن] فيقصد به أن الإنسان الذي يتشاءم بفعل أو قول أو مخلوق، ويظن أن هذا هو السبب فيما يقع له من شر أو خير فقد أشرك؛ أي جعل لله -سبحانه وتعالى- شريكاً يضر وينفع -عافانا الله وإياكم-، والصحيح أن يعتقد أن ما يحدث له هو من تقدير الله -سبحانه-.