ما مدى انطباق معايير ومقومات المهنة على مهنة التعليم؟

بحسب خبرتي واطلاعي على شروط ومعييز مزاولة المهن وخصوصًا مهنة التعليم، فيجب بدايةً القول بأنّك موضوع سؤالك يعتبر من الموضوعات الجادّة والمهمّة؛ لهذا لا بد من أن تتناوليه من جوانبه المختلفة؛ مع الأخذ بعين الاعتبار أوجه التشابه والاختلاف بين التعليم وبين المهنة كمفهوم شامل، ونظرًا لعدم إمكانية تناول جوانب البحث بالتفصيل بين السطور سأدرج لك أبرز النقاط التي لا بد من تسليط الضوء عليها والتي هي كالآتي:

1. الحرية المهنية

وتتعلّق بحرية المعلّم في ممارسة ما يراه مناسبًا واتخاذ القرارات التي يريدها في إطار مهنته؛ مثل اختيار أيام الدوام، ووقت قرع الجرس، والصفوف التي يدرّسها، والمقرر الذي يدرسه، وإنزال العقوبات بالطلاب، وأساليب التدريس وغير ذلك، فلا بدّ من المقارنة بين المعلم وبين أي موظّف آخر في مدى الحرية المهنيّة التي يحصل عليها.

1. شروط الالتحاق بالمهنة

عندما يتم قبول شخص ما ليكون طبيبًا فمن الضروري أن لا تكون يداه ترتجفان عند العمل، وعند اختيار مهندس يُبحث فيه عن الذكاء والقدرة على حلّ المشاكل بسرعة، فهل هذا ينطبق على المعلّم؟ هل هناك شروط لقبول الشخص في مهنة التعليم؛ كأن يكون فصيح اللسان حليمًا قادرًا على التعامل مع الطلاب وذويهم! غالبًا لا يتمّ أخذ هذه الشروط بعين الاعتبار.

1. الالتحاق بفترة تدريبية قبل العمل الفعلي

لا يستطيع الطبيب ممارسة مهنة الطب قبل أن يقوم بعمل تدريب لمدة سنة كاملة، وكذلك المحامي فإنه يحتاج إلى تدريب مدته سنتان قبل البدء بالمرافعة في القضايا، في حين أنّ المعلم يمكنه أن يبدأ بالعمل فور تخرّجه مما يجعله يتدرّب على الطلاب عادةً.

1. المساءلة المهنية

يفترض للموظّف أن يتعرّض للمساءلة المهنية من قبل لجنة مهنية مسؤولة مثل النقابة، إلّا أنّ المعلم عادةً يتعرض للمساءلة من قبل أشخاص غير متخصصين مهنيًا وغالبًا ما تكون المساءلات متعلقة بالأمور الإدارية، مع عدم الالتفات إلى أهمية مراعاة الجانب الفني الذي يقيس كفاءته.

1. الرتب والدرجات

على الرغم من أنّ معظم المهن يترقى الموظف فيها درجات، كالموظف في الجيش الذي يكون جنديًا ثم يكتسب رتبًا وألقابًا مثل ضابط ورائد وعقيد وعميد وغير ذلك، والطبيب الذي يكون طبيبًا عامًا ثم مقيمًا ثم أخصائيًا، إلّا أنّ المعلم يبدأ معلمًا ويبقى كذلك حتى يتقاعد من غير أيّ رتبة، وهذا يولّد عنده انعدام الحافز والشغف.