ما قصة مولد الرسول ونشأته؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله أختنا الكريمة، وبارك الله في إقبالكم على دراسة السيرة والتعرف على مولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنصحك بالرجوع إلى كتب السيرة التي فصّلت في حياته، ونذكر منها كتاب الرحيق المختوم، وهو كتاب سهل العبارة تجدين فيه تفاصيل كثيرة من حياته مرتبة ترتيبا زمنيا، وسنذكر هنا باختصار مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- ونشأته:

وُلد النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة صباح يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، في العام الذي حصلت فيه حادثة الفيل، ولما ولدته أمه بعثت بالخبر إلى جدّه عبد المطلب الذي استبشر بولادته -صلى الله عليه وسلم- ودعا الله وشكره، وأسماه محمد -الاسم الذي لم يكن معروفا في العرب-.

وكان من عادة العرب أن يختاروا لأولادهم المرضعات خارج مدنهم في البادية بعيداً عن الأمراض، وكي تقوى أجسامهم ويتعلّموا اللسان العربي، فكانت مرضعته حليمة السعدية، فانتقل إلى ديارها في بني سعد، ورأت حليمة من بركته -صلى الله عليه وسلم-، حيث كانت ديارهم أرضاً جرداء فاخضرت ونما عشبها وحلت عليهم البركة.

ومكث النبي -صلى الله عليه وسلم- في بني سعد حتى بلغ الرابعة أو الخامسة من عمره، حيث وقعت له حادثة شق الصدر فخافت حليمة عليه وأرجعته إلى أمه، فعاش معها حتى ماتت وكان قد بلغ السادسة من عمره، ثم انتقل إلى حضانة جده عبد المطلب الذي اعتبره كولده وأكثر، ثم انتقل إلى حضانة عمة أبو طالب بعد وفاة جدّه عبد المطلب، وكان قد تجاوز الثامنة بقليل.

وقام أبو طالب بحق ابن أخية على أكمل وجه ورعاه كأولاده وقدمه عليهم، وظل طوال عمره يسانده ويحميه، وكبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وعمل في التجارة ورعي الأغنام وأصبح شابا معروفا بالاستقامة والأخلاق الحسنة حتى عرف بالصادق الأمين.