كنت البارحة أقرأ وردي من القرآن الكريم حتى وصلت لسورة النمل، واستوقفني كثيراً الكلام الذي ورد في قصة سيدنا سليمان مع الهدهد، ولكني لم أفهم القصة كاملة وأريد شرحاً واضحاً ومُفصلاً لها؛ فما قصة النبي سليمان مع الهدهد؟
0
كنت البارحة أقرأ وردي من القرآن الكريم حتى وصلت لسورة النمل، واستوقفني كثيراً الكلام الذي ورد في قصة سيدنا سليمان مع الهدهد، ولكني لم أفهم القصة كاملة وأريد شرحاً واضحاً ومُفصلاً لها؛ فما قصة النبي سليمان مع الهدهد؟
0
1
حياكم الله، ورد ذكر النبي سليمان -عليه السلام في أكثر من موضع من القرآن الكريم، لكن سورة النمل كانت السورة التي ذُكرت فيها قصته -عليه السلام- مع الهدهد، والتي سنفصلها فيما يأتي:
حدث في يومٍ ما أن تفقّد سليمان -عليه السلام- جنوده من الجن والإنس والطير كعادته، وانتبه أثناء تفقّده للطيرغياب الهدهد، فسأل عنه وتوعّد بعقابه، قال الله -تعالى-: (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ). "سورة النمل:21"
وبعد فترة من الزمن جاء الهدهد، فسأله سليمان عن سبب غيابه، فأخبره أنه جاء بخبرٍ مؤكّد، وهو أنّ قوم سبأ بمُلكهم العظيم وملكتهم بلقيس يسجدون للشمس ويعبدونها من دون الله، ولم يُخفِ الهدهد عجبه، واستهجانه، وقال بدهشة: كيف يكفرون بالله وهو العالم بكل شيء، وهو رب العرش العظيم، فكان لهذا النبأ اليقين الذي جاء به الهدهد ما وراءه.
وهنا تلقّى سليمان -عليه السلام- هذا النبأ وبدأ بالتحري، فأرسل كتابا إليهم يأمرهم بترك كفرهم، وعبادة الله -تعالى-، وأن يأتوا إليه مذعنين، فألقى الهدهد الكتاب إليهم ونظر ماذا سيكون ردّهم، وما إن وصل الكتاب حتى بدأ الاجتماع الذي ترأّسته ملكة سبأ بحضور كبار القوم، ومستشاريهم، وقادة الجيش.
وعرضت بلقيس فَحْوى الكتاب للمناقشة والخروج بحلٍّ يتفقون عليه، فأبدوا رغبتهم باستخدام القوة أمام أي هجوم من النبي سليمان -عليه السلام-، فاقترحت عليهم بحنكتها أنّ استخدام القوة أمام هذا الملك العظيم لن يُجدي نفعاً، وأمرت بإرسال هدية لسليمان -عليه السلام- لتهدئة الموقف، فكان ذلك.
وعندما وصلت الهدية للنبي سليمان -عليه السلام- الذي كان بانتظار قدومهم إليه مُذعنين، هدّدهم باستخدام القوة ضدهم، وهنا استجابت بلقيس لأمر النبي سليمان -عليه السلام-، وعندما علم بخبر قدومها جمع مَن حوله، وقام بسؤال قومه ومن تحت إمرته:
(يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ* قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ* قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ). "سورة النمل: 38-40"
وعندما رآه سليمان -عليه السلام- حاضراً أمامه قال: (هَـذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ)، "سورة النمل:40" وطلب منهم أن يغيّروا معالم هذا العرش، ويرى ردة فعلها عند رؤيتها له.
وعندما جاءت بلقيس قام سليمان -عليه السلام- بسؤالها: هل هذا العرش عرشك؟ فأجابت إجابة ذكية، وقالت: كأنّه هو، ثم مرّرها على صرحٍ مصنوعٍ من الزجاج، وتحته الماء، فظنّت أنها ستمشي على الماء فرفعت ثوبها حتى لا يتبلّل، ثم تبيّن لها أنه مصنوع من الزجاج، فدُهشت لِما رأت وأعلنت إسلامها.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.