0

ما فضل قول صبر جميل والله المستعان؟

أثناء تلاوتي في القرآن الكريم، توقّفت في سورة يوسف على آية الصبر في قوله تعالى: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ)، وأحسست أنّ لهذه العبارة ميزة خاصة، وبدأت أتساءل: ما فضل قول صبر جميل والله المستعان؟ هل يمكنكم مساعدتي في توضيح ذلك، مع الشكر.

08:53 05 أكتوبر 2022 1423 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
سندس أبو محمد
سندس أبو محمد . الشريعة
تم تدقيق الإجابة 08:53 05 أكتوبر 2022

حيّاك المولى، لم يرد دليل شرعي صريح يُثبت فضل قول هذه العبارة؛ وإنّما دلّ على فضلها عموم النصوص الواردة فيها؛ لا سيما أن الاستعانة بالله -تعالى- والتوكل عليه من أجلّ الأمور التي يمكن للعبد القيام بها، ومن عموم الأدلة التي تدل على فضلها ما يأتي:


  1. إنّ معنى الاستعانة الوارد في هذه العبارة جاء في سورة الفاتحة التي لا تصح الصلاة إلا بها؛ قال -تعالى-: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، [الفاتحة: 5] إقراراً لمعنى التذلل والاستكانة، وتثبيتاً لمعاني الربوبية في النفوس.
  2. إنّ هذه العبارة قالها نبي الله يعقوب -عليه السلام- عند فقده لابنه يوسف -عليه السلام-؛ قال -تعالى-: (وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ)، [يوسف: 18] فبفضل الله -تعالى- وحسن توكل نبيّه عليه؛ ردّ عليه ابنه يوف -عليه السلام- بأفضل حال.
  3. إنّ هذه العبارة قالتها عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- في حادثة الإفك؛ إذ ثبت في صحيح مسلم أنّها قالت: (اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُونَنِي، وإنِّي وَاللَّهِ ما أَجِدُ لي وَلَكُمْ مَثَلًا إلَّا كما قالَ أَبُو يُوسُفَ: "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ المُسْتَعَانُ علَى ما تَصِفُونَ")، حتى جاء الفرج من عند الله -تعالى-؛ بأنّ برأها المولى مما اتهمت به زوراً وبهتاناً -رضي الله عنها-.
  4. إنّ هذه العبارة قالها الصحابي رُفاعة بن زيد -رضي الله عنه- عندما فقد متاعه وطعامه، فلمّا أراد التثبت ممن شكّ بفعلهم هذا شكوه للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ بأنّه يتهمهم دون بينة؛ فقال: (اللَّهُ المستعانُ؛ فلم يلبَث أن نزلَ القرآنُ: "إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بِيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا")، [أخرجه الترمذي، وحسّنه الألباني] حيث نصر الله رُفاعة على هؤلاء الخائنين، ونزل فيه قرآن يُثبت ذلك.

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع