وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إن للنفس حالة نومها تصرفات لا يحيط بها علم الإنسان، وإن أفضل حصن تتحصن فيه النفس في هذه الحالة إنما هو كلام خالقها -عز وجلَّ-، وقد بينت لنا السنة النبوية، كثيراً من السور والآيات كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحافظ على تلاوتهن، ويوصي الناس أن يتحصنوا بهن، ومن أهم ما ينبغي على المسلم المداومة عليه ما ورد في الحديثين:
- حديث تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- آية الكرسي لأبي هريرة -رضي الله عنه-
حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في قصته حين وكَّله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فكان يأتيه في كل ليلة شيطان يسرق من الطعام، ويشكو حاجة وفقراً، فيُخلِّي أبو هريرة سراحه، حتى كانت الليلة الثالثة، التي قال فيها لأبي هريرة: (دَعْني أُعلِّمْك كلماتٍ ينفعك اللهُ بها قلتُ: ما هنَّ؟ قال، إذا أَوَيتَ إلى فراشِك، فاقرأ آيةَ الكرسيِّ: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حتى تختم الآيةَ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ، ... فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أما إنه قد صدقك وهو كذوب) أخرجه البخاري.
- فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه، نفث في كفيه بـ (قل هو الله أحد) وبالمعوذتين جميعا، ثم يمسح بهما وجهه، وما بلغت يداه من جسده) روته عائشةُ -رضي الله عنها- وأخرجه البخاري.
لذا أخي الكريم، ينبغي على من أراد تحصين نفسه أن يداوم على قراءة آية الكرسي، والمعوذات، وخاتمة سورة البقرة، وغيرها من أذكار الصباح والمساء الواردة في السنة النبوية، وأن ينام على طهارة، مضطجعاً على شِقِّه الأيمن، مستقبلاً بوجهه القبلة الشريفة، فالخير كل الخير -للروح والجسد- فيما أرشد إليه، وأوصى به معلم البشر -صلى الله عليه وسلم-.