السائل الكريم، حياك الله، التجديد في الفكر الإسلامي له مجالات عديدة، ومنها التجديد بتخليص ما علق في أذهان الناس من المعلومات غير الصحيحة، وبتجديد أسلوب الطرح بعيدًا عن التلقين، والاهتمام بإيصال الصورة بشكلٍ مبسّط ومتقن.
وومن ذلك التجديد في علم الفقه، وذلك بالتشجيع على البحث والاجتهاد في المستجدات والنوازل بعد أن توقّفت حركة البحث العلمي والاجتهاد لمدّة طويلة، والتجديد في علوم السنة النبوية يكون بإعادة تخريج الأحاديث والوقوف على الصحيح والضعيف منها، وتخريج ما لم يخرّج من الكتب الحديثية.
والذي يقوم بالتجديد ليس أي إنسان، وإنما لا بد أن يكون مجتهدًا في العلوم الشرعية، فاهماً لمقاصدها، وأن يكون عالمًا باللغة العربية وألفاظها ودلالاتها، وللتجديد في الفكر الإسلامي ضوابط يجب مراعاتها حتى يكون التجديد مقبولًا بعيدًا عن الشذوذ والتناقض، ومن هذه الضوابط ما يأتي:
- أن يكون التجديد مبنيًا على النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة الصحيحة
لأن الاعتماد على النصوص غير الثابتة سينتج عنه تجديد غير موافق مع نسق الشريعة الإسلامية وبعيداً عن روحها وغاياتها.
- وجوب اتباع المنهج العلمي الدقيق في فهم النصوص
لأن السير من غير منهجية واضحة وبعيدًا عن المنهج العلمي سيكون تجديدًا بالهوى والتشهي، وسينتج عنه اجتهادات شاذة ذات آثار سلبية تعود على المقاصد بهدمها، فيجب مراعاة الألفاظ ودلالاتها في اللغة العربية، والرجوع إلى المصادر الأصيلة لاستقاء المعلومات، وفهمها وفق الأصول العلمية الثابتة.
ويجب الالتزام بضوابط وأصول الاجتهاد، وذلك بأن يكون المجتهد واسع الاطّلاع في علوم الشريعة الإسلامية مجتهدًا فيها، ومن الضوابط أيضًا أن لا ينتج عن التجديد في الفكر الإسلامي ابتداع في الدين؛ لأن التجديد المقبول ينافي الابتداع في الدين بغير دليل.