1

ما صحة جلب الحبيب في ساعة بالفاتحة؟

السلام عليكم أريد أن أسأل عن صحة جلب الحبيب في ساعة بالفاتحة كما هو منتشر، كما أنني سمعت من عدد كبير من صديقاتي أنهن تزوجن ببركة تكرار سورة الفاتحة، ومن أشخاص يحبونهم، فهل هذا صحيح؟

10:59 21 أكتوبر 2021 1342 مشاهدة

1

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
محمد صالح
محمد صالح . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة رنا عتيق 10:59 21 أكتوبر 2021

وعليكم السلام ورحمة الله، أخي الكريم، إنّ هذا الكلام غير صحيح، وباطل من الناحية الشرعية والناحية الكونية، وتوضيح ذلك فيما يأتي:


  1. باطل من الناحية الشرعية

أقصد أنه لا دليل على أنّ من فضائل سورة الفاتحة أنها تجلب الحبيب خلال ساعة أو نحو هذا الكلام، واعتقاد أي خصوصية لأي سورة بحاجة إلى دليل شرعي بخصوصه.


  1. باطل من الناحية الكونية

أقصد أن الله لم يخلق الكون ويجعل أسبابه بهذه الطريقة التي هي أشبه بما يحصل في الأفلام، أنه بمجرد كلمة واحدة يحصل ما يتمناه الإنسان، فلو كانت الحياة بهذه الطريقة وأنه بمجرد قراءة الفاتحة يأتيك الحبيب الذي تريدينه خلال ساعة لكانت الحياة سهلة وارتفع الابتلاء والاختبار من حياتنا، بينما الحياة قائمة على الصبر والمصابرة.


هذا لا ينفي أن للقرآن تأثيرأ وبركة في حياتنا كما قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا) "يونس: 82"، وأنّ الفاتحة هي أعظم سور القرآن كما جاء في الأحاديث، وأنها اشتملت على دعاء الله، وتعظيمه، وأن تكرارها لبعض الأمور؛ كالاستشفاء بها له فائدة تُرجى متى أخلص العبد القراءة والطلب، كما جاء في قصة أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- لما رقى بسورة الفاتحة سيد قبيلة ملدوغ بسورة الفاتحة فشفي بإذن الله وأقرّه النبي -عليه الصلاة والسلام- على ذلك.


والدعاء من أعظم الأبواب التي يطرقها العبد لتحقيق ما يرجوه ويظن فيه خيراً، ولكنّ الدعاء عبادة بحاجة إلى صبر، وإلحاح، ويقين، وتوكل على الله، ورضا بقضائه، وعدم استعجال النتائج، فعليكِ بطرق هذا الباب، والاعتصام به، وعدم الالتفات إلى البدع المنتشرة بين الناس.


وأما قول بعض صديقاتك أنهنّ تزوجن ممن يرغبن ويحببن بتكرار سورة الفاتحة، فهذا لو صحّ فإنما يكون لأجل فضيلة الدعاء، ومع التكرار والإلحاح، ولكن ذلك لا يجعلنا نثبت لسورة الفاتحة حكماً زائداً لمجرد التجربة.


وأنبهك أخيراً أنه قد لا يكون فيما ترغبينه وتظنين فيه الخير والسعادة، خيراً لكِ فعلاً، بل قد يكون شراً لكِ والله -تعالى- صرف عنك هذا الشر بحكمته، فعليكِ الدعاء والرجاء مع الرضا بالقضاء.


والله تعالى أعلم.

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع