ما شرح حديث ثلاثة لا تقربهم الملائكة؟

أهلاً بك، وكتب لك أجر تحصيل العلم، وحسن العمل به، فقد صحّ عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثةٌ لا تقربُهُمُ الملائِكَةُ الجنبُ والسَّكرانُ والمُتَضمِّخُ بالخلوقِ)، "أخرجه الطبراني، صحيح" ذكر أهل العلم أن المقصود بالملائكة هنا، الملائكة التي تتنزل للرحمات والبركات، أمّا الحفظة الذين يكتبون الأعمال فهم لا يفارقون الإنسان لتدوين أعماله.

وأمّا عن الأصناف التي ذكرت بالحديث فهم: من كان على جنابة لجماعٍٍ ونحوه، وشارب الخمر إلى حدّ السُّكر، وواضع الخلوق المتلطخ به، ويقصد بالخلوق: نوع من أنواع الطيب مصنوع من الزعفران، تكثر فيه ألوان الحمرة والصفرة، وقد وردت عدة أحاديث، منها ما كان يبيحه، ومنها ما كان ينهى عنه، والنهي أكثر وأشهر، ولقد جاء النهي عن التدهن به لاشتهار النساء به، وأنه كان خاصاً بهنّ في ذلك الزمان.

وأمّا الذي يُبعد الملائكة عن أصحاب هذه الأعمال؛ فذلك بسبب مجانبتهم الطهارة وهذا في حقِّ الجنب والسكران، وتحديداً من قام بتأخير الغسل بغير عذرٍ مقبول، بل كان بإمكانه الوضوء على أقل تقدير ولم يفعل ذلك، أمّا سبب البعد عن المُتدهن بطيب الزعفران؛ فلأنّ رائحته قوية صاخبة، تتعلق بالنساء أكثر، فمشابهتهن ينفّر هذه الملائكة.

وقد أضاف العلماء بعض الفوائد المستفادة من هذا الحديث، وفيما يأتي ذكر بعضها:

1. من يُكثر اجتناب الغسل من الجنابة هو المقصود بهذا الحديث؛ فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينام وهو جُنب دون أن يغتسل، لكنّه كان ينام على طهارة بالوضوء، عن عائشة -رضي الله عنها-، أنّها قالت: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ إذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ وهو جُنُبٌ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، قَبْلَ أنْ يَنَامَ). "أخرجه مسلم"
2. يرتبط المؤمن برابطة محبة قلبية مع جميع مخلوقات الله التي ترضيه وتحبه، والملائكة هم عباد الله -سبحانه- الذين اختارهم لتنفيذ أمره، فعلى المسلم أن يهتم لحبِّ الله -سبحانه- والذي يحبب ملائكته به، فيأنس بهم، وبحفظهم وقربهم منه، فلا يحرم نفسه من هذا الخير العظيم.