حياك الله السائل الكريم، من عدل الله -تعالى- أن جعل لكل مجتهدٍ نصيبٍ، فحتى الثواب في الآخرة على العمل الصالح، كان له ميزان تفاضلٍ على قدر الإخلاص والعمل، فتفاوت المؤمنين وتفاضلهم في درجات الجنة؛ متعلقٌ بسبب تنافسهم واجتهادهم في إخلاصهم لله -تعالى- وعملهم الصالح وتقواهم له، فعلى قدر ذلك اجتهاد المؤمن في العمل الصالح تكون درجته في الجنة.
وذلك لقوله -تعالى-: (انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ۚوَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا)، "الإسراء: 21" والأعمال التي توصل المؤمن إلى هذه الدرجات كثيرةٌ، وليست كل درجةٍ من درجات الجنة مرتبطةٌ بعملٍ صالحٍ معينٍ، وإنّما مرتبطة بكثرة الأعمال وتفاوتها، كمثل توحيد الله -تعالى-، والتزام الصلوات جماعة، وكثرة النوافل والذكر، وحسن الخلق، وبر الوالدين، وإماطة الأذى عن الطريق، وغيرها.