ما سبب المبيت في مزدلفة؟

أهلاً بك، لقد جعل الله -سبحانه وتعالى- حكماً كثيرة لمشروعية مناسك الحج أو العمرة؛ منها ما قد نعلمه، ومنها ما يكون في علم الغيب عند الله -سبحانه-، ومن هذه المناسك المبيت بمزدلفة؛ والذي يكون بعد النزول من عرفات، ليلة عيد الأضحى المبارك في العاشر من ذي الحجة، ويمكن استنتاج سبب المبيت بمزدلفة بما يأتي:

1. اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم

ودليل ذلك ما ثبت في الصحيحين؛ عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: (نَزَلْنَا المُزْدَلِفَةَ، فَاسْتَأْذَنَتِ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- سَوْدَةُ أنْ تَدْفَعَ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ؛-وكَانَتِ امْرَأَةً بَطِيئَةً- فأذِنَ لَهَا، فَدَفَعَتْ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ، وأَقَمْنَا حتَّى أصْبَحْنَا نَحْنُ، ثُمَّ دَفَعْنَا بدَفْعِهِ). "متفق عليه"

1. طلباً للراحة

وذلك بعد مشقة الوقوف بعرفة، وبعد طول الاجتهاد في هذا اليوم من صلاة، وتسبيح، وذكر؛ وهذا ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أَتَى المُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى بهَا المَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بأَذَانٍ وَاحِدٍ وإقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بيْنَهُما شيئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ). "أخرجه مسلم"

1. الاقتراب من منى

وذلك لرمي الجمرات صبيحة أيام التشريق؛ ولهذا السبب سميت مزدلفة بهذا الاسم؛ فالازدلاف يعني الاقتراب، وهذا المبيت يسهل على الحاج السير إلى مكان رمي الجمرات.