ما دعاء الزواج المستجاب من شخص معين ب 3 آيات من سورة البقرة؟

وعليكم السلام ورحمة الله، عليك أن تعلم أن الزواج أمرٌ مكتوب ومقدر للإنسان كما كتب الله له الرزق والعمر، ولا بأس أن يدعو المسلم بأن يرزقه الله العفة والزواج، فهو من الأمور التي رغّب الشرع بها وحثّ عليها.

وبالنسبة لرغبتك بالزواج من امرأة معينة والسؤال عن دعاءٍ لذلك؛ فيجب الإشارة إلى أمرين؛ الأول: إنّ الإنسان لا يعلم الغيب، ولا يستطيع الاطلاع على المستقبل ولا تعلم أين كتب الله لك الخير، فادعو الله تعالى أن يرزقك الخير والأفضل لك في دينك ودنياك، فهو المطّلع على خلقه، وهو الأعلم بنواياهم.

والأمر الثاني: الدعاء بثلاث آيات من سورة البقرة لم يرد في السنة، ولم يأتِ ما يدل على أن هناك وردًا معينًا للزواج من شخص معين، وبإمكانك أن تصلي ركعتي الاستخارة، وتدعو بعدها بدعاء الاستخارة، وتسأل الله تعالى الزواج من هذه المرأة.

وقد أخرج البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله السلمي أنّه: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُ أصْحَابَهُ الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هذا الأمْرَ - ثُمَّ تُسَمِّيهِ بعَيْنِهِ - خَيْرًا لي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - قالَ: أوْ في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، اللَّهُمَّ وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ).

وعليك أن تأخذ بأسباب استجابة الدعاء، فابتعد عن الذنوب والمعاصي، وأطب مطعمك فلا تأكل إلا حلالًا ليُجب الله تعالى دعائك، وأكثر من ذكر الله واستغفاره.

وهناك أدعية مأثورة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- تعين على إجابة الدعاء، منها دعاء ذو النون، "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"؛ الذي أخبر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه إذا لزمه المسلم فإن الله تعالى يقضي حاجته، وغيره من الأدعية الجامعة التي تقضي الحوائج.

أهلاً بك أخي الكريم، يُمكن قراءة القرآن الكريم بنيّة تيسير الأمور؛ فهو من أعظم القُربات التي يتقرّب بها المسلم من الله -تعالى-، ويتقرب العبد من خلاله لله -جل جلاله- ليقضي إليه حاجاته ويفرِّج عنه كرباته ^[١] ، ولكن اعلم يا أخي الكريم أنُّه لا يوجد آيات مُخصَّصة لمثل هذه الغاية.

ولكنني سأذكُر لك بعضاً من آيات القرآن الكريم والأدعية المذكورة فيه وفي السنة النبوية الشريفة ممّا يُساعد على تيسير الأمور وقضاء الحوائج بنية تيسير زواجك -بإذن الله- ^[٢] :

1. دعاء سيدنا يونس -عليه السلام- الذي دعا به وهو في بطن الحوت

أنصحُكِ بدايةً أخي الكريم بأن تدعي الله بدعاء سيدنا يونس -عليه السلام- الذي دعا به وهو في بطن الحوت فقد قال الله -تعالى-: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيه فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، "الأنبياء:87-88" وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له). "أخرجه الترمذي، صحيح"

1. التسبيح أيضاً من أسباب قضاء الحوائج

والتسبيح أيضاً من أسباب قضاء الحوائج، فقد قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ*وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ). "الحجر: 98-99"

1. عموم الدّعاء

والدعاء على عمومه أيضاً خير معين في تيسر الأمور؛ فقد قال الله -تعالى-: (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَ تَذَكَّرُونَ) "النمل:62" وقال أيضاً: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)."البقرة:186"

1. كثرة الاستغفار

وأيضاً الاستغفار يفيد في قضاء الحوائج وتيسير الأمور فقد قال -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُم أَنْهَارًا). "نوح:10-12"

1. دعاء موسى عليه السلام

الدعاء بما دعا به سيدنا موسى -عليه السلام-، وقد جاء ذكره في سورة طه، ويمكنك أن تدعو به بنيّة تيسير الأمور وقضاء الحوائج، وجاء ذلك في قول الله -تعالى-: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِ وَيَسِّرْي لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي). "طه:25-27"