حياك الله حضرة السائل، إن للعلماء في حكم الإحرام قبل الميقات قولان، خاصة للمسافر في الطائرة أو من يخاف أن يفوته الميقات، ففي مذهب مالك والشافعي ورواية عن أحمد بأن الإحرام قبل الميقات خلاف للسنة والأفضل الإحرام عند الميقات، بينما ذهب الجمهور إلى جواز الإحرام قبل الميقات إطلاقًا، بل وذكر إجماع على ذلك.
وبناء على ما سبق، فإن إحرامك منعقد لاشتماله على نية كاملة، وبهذا فإنه يلزمك إتمام العمرة، وإن لم تتمها فإنك تدخل في حكم من أحصر ومنعه مانع من دخول مكة، فإن كنت قد اشترطت عند نيتك أن حلّك من الإحرام حيث احتبسك الحابس فلا شيء عليك، وأما لم تنوِ ذلك، فيلزمك ذبح شاة ثم الحلق أو التقصير من الشعر في المكان الذي حبست فيه.
وما يجب عليك عمله الآن أن توكل من يذبح عنك شاة في مكة ويوزعها على فقراء الحرم، فإن لم تملك ثمن الشاة ولم تستطع الذبح فيكفي أن تتحلل بالقص أو الحلق، وعليك أن تحرص على تجنب محظورات الإحرام كاملة حتى تتحلل، وما أتيته من محظورات سابقة فإنك لا تؤاخذ به لجهلك -بإذن الله تعالى-.