ما حكم إزالة الشعر من أسفل الحاجب؟

أهلاً بكِ أختي الكريمة، وبارك الله فيكِ، يُعرف الحاجب بأنّه الشعر النابت فوق العين، تحديداً على العظم المُستدير حول تجويف العين، وهذا العظم يُسمّى "الحِجَاج" كما جاء في لسان العرب، وقد حرّم الفقهاء إزالة هذا الشعر؛ لأنّه يدخل في النّمص المُحرّم، وأباحوا إزالة ما كان حوله، نازلاً عن مستواه، أو فوقه؛ فهو يُعد من شعر الوجه الذي يجوز إزالته.

وقد ذهب الفقهاء إلى جواز إزالة الشعر الزائد، إن كان هذا الشعر كثيفاً، أو معيباً، أو مشوهاً لمنظر الحاجبين، واستدلّوا على ذلك بإباحة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأحد الصحابة باتّخاذ أنفٍ من ذهبٍ، لذهاب أنفه في إحدى المعارك.

وذهب بعض العلماء إلى جواز الإزالة خصوصاً للمتزوجة التي أمرها زوجها بذلك؛ واستدلّوا بأنّ النهي الوارد ليس في هذا النوع من الشعر الزائد وإنّما لشعر الحاجب نفسه، الذي في إزالته تغيير لخلق الله -سبحانه-.

وتغيير الخِلقة من عمل الشيطان، وهو الذي يستحق من فعله اللّعن من الله -عزوجل-، كما ثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (لَعَنَ اللَّهُ النَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ)، "أخرجه مسلم".

وقد انتشر حديثاً في زماننا مسألة تشقير الحاجب أو ما حوله، وقد رأى أغلبيّة الفقهاء جواز هذا الأمر؛ لأنّه لم يرد فيه تحريمٌ فيبقى على أصله بالإباحة، واشترطوا أن لا يُقصد بذلك التزين للرّجال الأجانب، أو استخدامه للحيلة والتدليس على من أراد الخطبة من هذه المرأة، بل يجب عليها الإعلام بحقيقة فعلها هذا.

وظهرت أيضاً مسألة قص الحاجب، فقد تعدّدت فيه آراء الفقهاء، وذهب بعضهم إلى القول بجواز قص شعر الحاجب ممّا زاد عن الوضع الطبيعي واختلف عن الحد المُعتاد؛ فيجوز الأخذ منه بالقدر الذي يجعله مقبولاً، غير منفرٍ ولا مشوهٍ لمنظر الحاجبين.