ما تفسير كلمة (وامسحوا) في الآية 6 من سورة المائدة؟

أهلًا ومرحبًا بك، إنَّ المسحَ المُراد به في الآية السادسة من سورة المائدة؛ هو تمرير اليدِّ المبلولة على الرأس، وبذلك فإنَّ معنى الغُسل الواردِ في الآية الكريمة يختلف عن معنى المسح؛ إذ أنَّ الغُسل يعني إفاضة الماء على العضو.

وبناءً على ذلك فإنَّ الأعضاء التي يجب إفاضة الماءِ عليها في الوضوءِ هي ثلاثة أعضاءٍ، بيانهم فيما يأتي:

1. الوجه كاملًا؛ وذلك لصريحِ قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ). "المائدة: 6"
2. اليدينِ إلى المرفقينِ؛ وذلك لأنَّ اليدينَ معطوفةٌ على غسلِ الوجهِ في قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ). "المائدة: 6"
3. القدمينِ إلى الكعبينِ؛ وذلك لأنَّ القدمين معطوفةٌ على الوجه واليدينِ، بدليل الحركة الإعرابية، حيث قال الله -تعالى-: (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)، "المائدة: 6" فإعراب أرجل هنا هو النصبُ لا الجرُّ، وبناءً على ذلك فهي تكونُ معطوفةٌ على الوجهِ والقدمينِ لا على الرأس، ومن هذا المنطلق فهي تأخذ حكم الغسلِ لا المسحِ.

أمَّا العضو الوحيدَ الذي يجبُ تمرير اليدِ المبلولةِ بالماءِ عليه هو الرأس، وذلك لصريحِ قول الله -تعالى-: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ)،"المائدة: 6" ولاحِظ الحركة الإعرابية لكلمةِ رؤوسكم هي الكسرة، وبناءً على ذلك فإنَّ رؤوسكم مجرورة، وأرجلكم منصوبة، فيكون عطفُ الرجلين على الوجهِ واليدينِ لا على الرأس.

ومن خلال هذا الإعراب استنبط أهل العلمِ بإشارة النصِّ أنَّ الترتيبَ ركنٌ من أركان الوضوء؛ إذ لو لم يكن ركنًا لذَكر الله -تعالى- جميع الأعضاء التي تُغسل، ثمَّ ذكر العضوَ الذي يُمسح، لكنَّهم فهموا أنَّ تأخير ذِكر غسلِ الرجلين رغم عطفها على الوجهِ واليدينِ وليس على الرأس، هو لحكمةٍ مُرادة، وهذه الحكمة هي وُجوب الترتيب بين أعضاء الوضوء، والله أعلم.