ما تفسير حلم الهروب من الماء الجاري؟

وعليكم السلام ورحمة الله، بارك الله في شبابك، ورزقك قوة الجسم والدين، أود أن أخبرك أيها الأخ الفاضل بأنه ليس كل ما يراه النائم قد يكون من باب الرؤى، بل قد يكون من باب الأحلام وأضغاثها، وانعكاس بعض أحوال اليقظة على منامه ^[١] .

جاء في الكتاب المنسوب لابن سيرين "منتخب الكلام في تفسير الأحلام" في رؤية الماء الجاري ما يأتي ^[٢] :

1. رؤية انفجار العين الجارية قد تدل على الخير الجاري لصاحبها.
2. رؤية الماء الجاري قد لا تدل على الخير، خصوصاً إذا كان جريانه داخل البيوت.
3. جريان الماء في محل ما قد يدل على اجتماع الناس، وجريانه في أماكن طلوع النبات قد يدل على الخصب والكثرة.
4. رؤية غلبة الماء الجاري على المساكن والدور قد يدل على البلاء من الله -عز وجل-.

وننصحك باستشارة أهل العلم؛ لما صح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في الجامع الصغير للسيوطي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تَقُصَّ الرؤيا إلَّا على عالِمٍ، أوْ ناصِحٍ).

أخي الكريم، أهلا بك، أمّا عن الرؤية وهروبك من الماء الجاري رغم براعتك في السباحة ففيها تحذيراً لك، ولها في التأويل بعض الدلالات، وهي كما يأتي:

1. قد تدلّ السباحة في البحر أو البحيرة أو البركة في المنام على مغفرة الذنوب بقدر وصول الماء لجسمك.
2. قد تدلّ على القوة والشجاعة وحبّ الرياضة والجرأة في اتّخاذ القرار؛ لأنّ السباحة تحتاج إلى كل ذلك.
3. أمّا هروبك من السباحة في النهر الجاري أو الوادي فهذا قرارٌ حكيم؛ لأنّك تهرب من الخطرِ -بإذن الله-، وبهذا يُنجيك الله -تعالى- من الشرّ الذي قد يواجهك.
4. قد تكون السّباحة في الماء الجاري بدايته طيّبة، ولكنّ نهايته مخيفة، وأراك -بإذن الله- تتروّى في أخذ القرار، وهذا من تمام الأمور.
5. قد يُشير إلى انتشار الأمراض المعدية والسّارية في وقتنا هذا، وأنت تُحافظ على نفسك وأهلك بأخذ الحيطة والحذر، وابتعادك عن التجمّعات، وبهذا أيضاً يكون لك نجاةً منها بالواقع.
6. قد تدلّ على تأجيلك للسفر إلى بلادٍ بعيدة، لأنّ المياه الجارية قد تجري من دولةٍ إلى أخرى.
7. تتمة للنقطة السابقة قد يكون اتّخاذ القرار بالهروب من السباحة فيها من باب الوقاية، وكأنّها استخارة بعدم السّفر بالوقت الحالي، والخيرة فيما يختاره الله.
8. قد يدلّ الخوف أحياناً على سلامة التفكير، وعدم التسرّع في اتّخاذ القرارات، وهذا يعدّ من الحكمة والذكاء.
9. ربّما دلّ ما تقدّم على طول العمر، والحرص على المحافظة على النفس والصحّة وسلامة الطريق في الحياة.

واعلم أخي أنّ عدم السباحة في الماء الجاري في الوادي أو النهر والخوف من ذلك هو أمرٌ يُريده الله -تعالى- لك، ومرض أو بلاء يُنجيك منه، والله خير حافظاً، واعلم أنّ الرؤى من علم الغيب تأتينا لتحمل لنا البشارة، أو لتحذّرنا من شيءٍ لا يعلم به إلا الله، أو تدلّنا على أمر يكون فيه صلاح أعمالنا، أو لأخذ الحيطة والحذر من شرّ ما لا نعلم، وحدوثها ودلالاتها تكون بأمر الله، فاشكره -سبحانه- وتقرّب منه؛ فمن توكّل عليه كفاه.